الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۸/۱۲/۱۸ چاپ
 

مقطع فلم | خطّافُ القلوب!

النص:

إن طردتني من بابك أو قبلتني في جوارك أقبل إلى من شئتَ فما يأتي من الحبيب حبيب لا أحد في عالم الإمكان يقدر على حرق القلوب مثل علي بن أبي طالب(ع) ـ ولكنّه لم يحرق قلبي كثيرا!... ـ لم تسمح له افسح المجال مهما كنت تحبّ أمير المؤمنين(ع)، نمِّ حبَّك إذ يسعك أن تحبّه أكثر كان أمير المؤمنين(ع) راجعا من الحرب إذ أخبروه أن أحد محبيك قد مات وكان قصدهم مجرد إخبار أمير المؤمنين(ع) بموت أحد مواليه وإذا بالإمام(ع) تكلّم بكلام سمعه الآخرون وسُجِّل في التاريخ قال: «لَوْ أَحَبَّنِي جَبَلٌ لَتَهَافَت‏»! لا أحد في عالم الإمكان يقدر على حرق القلوب مثل علي بن أبي طالب(ع) إن لم نتهافت فذلك بسبب إحدى هاتين العلّتين إمّا لا نحبّ أمير المؤمنين(ع) كما ينبغي وإمّا نحبّه ولكن لم يأت أجلنا، فيحفظنا الله ويقول: لم يَحِن رحيلك بعد ذات مرّة جاءوا بغلام أسود إلى أمير المؤمنين(ع) وقالوا له: إنه سرق فقال له أمير المؤمنين(ع): هل سرقت بهذه المواصفات؟ قال: نعم! فقال(ع): ويحك لا تقرّ بذلك فإن أقررت مرّة أخرى قطعت يدك! قال: ولكني فعلت كان الإمام يدلّيه على مخرج ومفرّ فقال له ما مضمونه: تب ولا تَبُح بكلّ ما فعلت قال: كلّا فإني فعلت ذلك! فإذا اعترف بهذه القوّة بمرأى الجميع فلا بدّ للإمام من قطع يده وما عساه أن يفعل؟ فقال: هات يدك فقطع أصابعه وسلّمها إليه وبالمناسبة لم يكن هناك مشفى ليخيطها ويشدّها ويعالجها كانت يده تقطر دما، فذهب ماسكا أصابعه ومتأوهّا وباكيا من الألم فصادفه أحد الخوارج، فقال: ها! من قطع يدك؟ كان قد انتهز تلك اللحظة لجمع الأصوات لصالحه يبدو أن اللئيم كان سياسيّا جدّا بصدد استغلال الفرصة ضد أمير المؤمنين فقال: ها من قطع يدك أرأيت كم هو قاسٍ؟! فالتفت إليه وقال: قطعها سيدي قطعا علي بن أبيطالب(ع) قطعها يعسوب المؤمنين قطعها ملجأ المؤمنين قطعها وصي رسول ربّ العالمين ولو ضرب عنقي لما باليت... قالها باكياً هكذا انطلق بمدح أمير المؤمنين(ع) وهو يعاني من وجع جراح يده فجاء الخارجي إلى أمير المؤمنين(ع) فقال له: ماذا صنعتَ وربّيت؟! لقد قطعتَ يده وهو يلهج بمدحك! لا أحد في عالم الإمكان يقدر على حرق القلوب مثل علي بن أبي طالب(ع) مهما كنت تحبّ أمير المؤمنين(ع)، نمِّ حبَّك إذ يسعك أن تحبّه أكثر

تعليق