الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۴/۰۷/۱۴ چاپ
 
بقلم سماحة الشيخ بناهيان:

حداد عالميّ لضحايا مقتل منى، جمرات بوسعة الأرض

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد انتهاء عملية البحث عن ضحايا مقتل منى وإحصائهم، علينا أن نبادر إلى رمي الجمرات ونقيم مجالس عزاءٍ عالميّةً على أثر هذه الكارثة الإنسانية العظيمة. فنرجم فيها بدلا عن الحجاج الذين انقطع بهم السبيل إلى رمي الجمرات، قصورَ الشياطين وأبنية عبدتهم في العالم أي الاستكبار العالمي.

لقد كان الحجاج الشهداء بأجمعهم يحملون أحجارا ليرجموا بها رمز الشيطان ويدفعوا شرّه عن المسلمين. فها أنتم الآن أيها المسلمون بين هذه الأحجار الساقطة من أيديهم على الأرض، وبين مؤسسة الشيطان المتمثلة بالصهيونية العالمية والاستكبار العالمي والطواغيت المدعومة من قبلهم. فلابدّ أن نوسّع نطاق رمي الجمرات على مدى حجم الأرض ليعمّ فيها أمان دائم للعبادة. ولابدّ أن نقوم بتعظيم شهداء مقتل منى بشتى الأشكال والأساليب من الكلمة والكلام والصورة والرسالة، وهذا هو رمينا للجمرات.

ینبغي لجميع المسلمين والمحبّين لبني البشر أن يقيموا على شهداء منى العزاء في كافة بلدان العالم وبشتى الأساليب. لقد حان الوقت لأن تجسّد الشعوب وحدتها عبر هذا الحداد العالمي وتفضح أتباع الصهاينة والاستكبار. فاليوم يوم افتضاح جميع السياسيّين من أشباه البشر الذين ينادون بحقوق الإنسان كذبا وخداعا، وهم بكم تجاه هذه الفاجعة. واليوم يوم الافتضاح التام لجميع وسائل الإعلام التي ترتزق من الرأسماليين المصاصين للدماء، والتي تقوم بالتعتيم على هذا الحدث المهول وتحريفه بكلّ وقاحة. واليوم يوم نفاد عمر الأنظمة الدكتاتوريّة النخرة المدعومة من قبل الديمقراطية الكاذبة في البلدان الغربيّة الحقيرة.

لا ينبغي المرور مرّ الكرام على قتلى منى. فإنّ عدم المبالاة بهذه الكارثة هي الأخلاق الذميمة لجلاوزة آل سعود الذين حالوا دون مساعدة الحجاج المصابين ووقفوا ساعات يتفرّجون بكل قسوة على آلاف الحجاج الذين كانوا ينازعون الموت وهم في حال العبادة دون أن يسعفوهم بشيء، وكأنّ جميعهم كانوا قد استلموا الأوامر لصنع هذه الكارثة المفجعة.

إن التشييع الجماهيري الحاشد لشهداء منى في جميع أقطار العالم والتبرك بأجسادهم الطاهرة ينير قلوب المسلمين، وينشر عطر الإيمان في أرجاء العالم ولو كره أعداء الإسلام والكافرون.

إن شعبنا في إيران الإسلامية سيشارك متحمّسا أكثر من أيّ وقت آخر في تشييع جنائز هؤلاء المؤمنين المظلومين الذين قضوا نحبهم في أوج الطهارة، وسوف يبدّل هذه المصيبة العظمى إلى شموخ الوحدة والتعاطف والصحوة أمام أعداء الإنسانية.

لابدّ أن ندعو أهل الكتاب من أتباع الأديان الإبراهيمية في العالم إلى إقامة العزاء على قتلى مذبح إسماعيل، ونواجه الذين يهدفون إلى تمزيق المذاهب بظاهرة الوحدة بين الأديان، فإن في وحدة الشعوب هلاك القوى العظمى الظالمة. ويجب أن نعلن لجميع أهل العالم أن المذبحة الأولى لحجاجنا في هذا العام حدثت في مقام إبراهيم(ع) بجوار الكعبة والمذبحة العظيمة الثاينة وقعت في محطّ أقدام النبي إبراهيم(ع) بمنى. وإن حزننا وألمنا في هذا الحداد العظيم على أكثر من أربعة آلاف شهيد، أوسع نطاقا من دين الإسلام فلابدّ من دعوة جميع أتباع الأديان الإبراهيميّة إلى هذا الحداد العظيم. فقد وقعت محرقة هولوكوست الحقيقية هنا.

وفي الختام لابدّ من الإشارة إلى هذه الحقيقة الخطيرة وهي أننا إذا أسمعنا أهل العالم واعية مظلومي منى، ستقلّ الأثمان التي ندفعها في المستقبل لتحقّق أمر الفرج، وإلّا فلنعلم أن طريق الوصول إلى شاطئ الأمان يمرّ من بحر من الدماء. ويجب أن نعلن بأن قصاص مسببي هذه الجريمة هو الحدّ الأدنى مما يطالب به المؤمنون في العالم كافة وإلا فسوف تتعرض حياة البشرية إلى خطر، إذ قال سبحانه وتعالى: (وَ لَکُمْ فِي الْقِصاصِ حَیاةٌ یا أُولِي الْأَلْبابِ‏) [البقرة/179]

علي رضا بناهيان

 17 ذي الحجة 1426

تعليق