الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۹/۰۷/۱۷ چاپ
 

مقطع فلم | لأربعینیة؛ أنموذج للحیاة

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 06:36 دقیقة

النص:

أتدرون يا رفاق ما فلسفة العدالة؟ إنها تهيّئ الأرضية لنعيش معاً بالحب كآدميّين.. كما في الأربعين.. سقف حياة البشر ليست حقوق الإنسان، بل أن نعيش كآدميين.. كما في الأربعين.. كثيرون من أهل العالم ذوُو صفاء، وعشاق، ومستعدون لتقبّل الحق. عليكم بالقرآن أن تعرّفوا أهل العالم بدينكم هذا القائم على المحبة، واللذة، وحب أولياء الله.. بالله عليكم، سيقبّلون أياديكم.. لا يعلمون أي دين هو ديننا. إن سوء التفاهم حول ديننا كبير. لقد صنعوا الدواعش لمفاقمة أسوأ سوءِ تفاهم. سوء التفاهم هذا قد دفع بعضَ مساكيينا ومثقّفينا المتغرّبين إلى التغرُّب، فما بالك بما فعله بالغرب! لا يعلمون كم أنتم تلتذون بهذا الدين. الغربيون، الجديدو العهد بالأربعين، يظنون أنها طقوس دينية تدفع الناسَ في هذا الطريق دفعاً، وهؤلاء أناسٌ متعبّدون يسيرون مُطأطئي الرؤوس! قلتُ (بمساعدة مترجم) لفرنسيين في طريق الأربعين، قَدِموا من فرنسا، في موكب ضمّ زائرين من عشرين جنسية - قلتُ لهم جملة واحدة، فانقلبت عندهم الموازين، يشهد الله! قلت: أتدرون أنّ هؤلاء لا يدخلون النار إن لم يقوموا بهذا؟ أوضحَ لهم (المترجم) قصدي. فتعجّبوا.. قالوا: حقّاً! أليس هو فرضكم الديني؟ قلتُ: كلا، ليس فرضاً بأنّ وراءه عقاب... إنه إن لم يُطعِم الطعام لا يدخل النار! - فلِمَ يفعلون ذلك؟! - بدافع الحب!.. قَطعَ نصف الطريق، وها هو يلطم رأسَه أنْ: ما لي لم أفهم ما يجري هنا؟! إن لكم ديناً أساسه «تَهْوِي إِلَيْهِمْ».. أساسه العشق.. أساسه اللذة.. يقول أحد علماء النجف: بائع متجوّل، ذهبتُ إلى بيته فوجدته بسيطاً جداً. وإذا به يُجزِل في الإطعام! قلت له: وضعُك المادي لا يتناسب مع هذا الطعام.. قل لي ما عملك؟ فأخذ يتهرّب من الجواب. فعلمتُ أنه بائع متجول في شوارع النجف! يقول: أنا أعزل يومياً نصف واردي لأربعين الحسين(ع)! هذه هي الحياة التي نصبو إليها.. إنها ما وراء القانون.. ما وراء العدالة.. ما وراء الأخلاق.. إنه الإيثار.. الإيثار.. ليس مزاحاً يا رُوّاد المواكب! إنكم تدعون الناس إلى الإيثار. إنه النظام القائم على الإيثار، وليس النظام القائم على الإنصاف! الذين يزعمون بأنه لا يمكن النظر إلى الأربعين كأنموذج لحياة تتّسع لحضارة هم أنفسهم الذين كانوا يستهزئون بالأنبياء.. «يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُون». لماذا كانوا يهزؤون بالأنبياء؟ فلو أنك الآن تحدثتَ بالأخلاق لما استهزؤوا بك! ولو تكلّمتَ عن العدالة لما سخروا منك! ولو تحدثتَ عن العبادة لما استهزؤوا منك! أتدرون بماذا كان الأنبياء يختمون كلامهم فيهزأ بهم قومُهم؟ كانوا يقولون: تعالوا وعيشوا بما يشابه أجواء الأربعين. فيسخرون بهم قائلين: هذا مستحيل!.. افترض أنّ أحداً تعرّض لحادث، لا بد من التأمين! ـ الناس يأتون بدافع الحب. - وماذا لو لم يأتوا؟!... يسخرون! إذا سلّمتَ الأربعين بيد نظام علماني لقال: كي لا يحدث نزاع على توزيع الطعام نوزّع قسائم. كم تستغرق في الطريق؟ - 4 أيام. - 3 وجبات في اليوم.. هذه قسائمك، اِذهبْ، وهناك حوّلناه إلى القطاع الخاص، وهنا نتقاضى منك رسوماً، نوزّعها... سيخرّبون الأربعين وينهونه عن آخره! سمعتُ أحد المسؤولين يقول، ربما عن غير قصد: في الأعوام القادمة سنعمل على إبعاد المواكب إلى قرب الحدود ونحوّلها إلى القطاع الخاص! - لكننا نطمح لأن نصنع ما يجعل العالم بأسره يُدار بما يشبه المواكب! إنك تفكّر بالعكس، بل لم تُدرك مغزى الأربعين. في تصوّرك لماذا يشعر الناس هناك بالروحانية والنورانية؟ إنها الحياة القائمة على المحبة. لقد رأيتُ في هذا الطريق أطباء متخصّصين يعملون بثلاث نوبات. جاء متطوّعاً.. ودفعَ من جيبه لبناء مقرّ هناك.. وجاء بالأدوية معه، وقبائل المنطقة تأتيه للعلاج قائلين: نُبقي مرضانا لهذه الأيام لنعالجهم عند أطباء الأربعين..! هذا هو أنموذجنا. يا رفاق، ستُطبق الأربعينية على العالم. إن دولة صاحب الزمان(ع) التي تقولون: "إنها تُطبق على العالم" هي هذه! إننا، ومن خلال الحضارة التي نراها قائمة على الإيثار والمحبة الموجودَين في الأربعين، سنُغيّر وجه العالم...

تعليق