الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۰/۰۲/۰۱ چاپ
 

مقطع فلم | براعة الإمام الحسين(ع)!

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 05:15 دقیقة

النص:

 

من براعات الإمام الحسين(ع) أنه يلتقط من قعر قلب الإنسان حَسَنة، ويُبرِزها، ثم يعرض صاحبَها على الله قائلًا: انظر، هذا يملك هذه الخصلة الحسَنة أيضًا! أحد أساليب إبليس هو أنه يلحّ بالوسوسة في أذنك أنْ: "أنت لستَ آدميًّا يا هذا! ماذا تتوقّع؟ لن تكون آدميًّا! ينشغل بالتعقيبات! أتريد أن تكون الشيخ بهجت مثلًا؟! انهض فلدينا عمل!".. هذه من وساوسه. اصفَعه على فمه.. فما هو أحد أساليب الإمام الحسين(ع)؟ إنه يُبرِز حسنات المرء؛ فقد ترى أحدَهم مُحطَّمًا، لكن ما إن يحضر مجلسًا ويسمع رثاءً حتى يبكي! أي كَنز هو! وهو نفسُه لا يدري.. ألا ترى بعض البلطجية والسِكّيرين السفلة يصحو فجأة إذا نبّهتَه فتَظهَر حسناتُه؟! الحسنات يجب أن تَظهَر. كان في السوق رجل يُدعى "رسول"، يمارس كل الموبِقات، والجميع يعرفه بهذا. ولم يكن مستعدًّا إلا لحضور مجلس عزاء الإمام الحسين(ع)، بل يحب حضوره، كل ما هناك أنه كان يقوم بعمل جيّد آخر لمجلس الحسين(ع)؛ كان يشطُف فمَه بالماء قائلًا: لا يَحسُن أن يحضر المرء العزاء وفمُه نجس! قصدَ ليلةً أحدَ المواكب فطردَه صاحب الموكب (قائلًا): "اُخرُج من هنا، أَخرِجوه، كيف دخلَ إلى هنا؟! إنه عارٌ على المجلس، هذا مجلس مُوقَّر!" طردوه.. فَهَمَّ بضربه.. (إذ كان مستهترًا) بأنه: لماذا تطردني؟! لكنه قال: "إنه مجلس الإمام الحسين(ع)، وأنت خادم الحسين.. لا أضربك!" وعادَ أدراجَه.. لكن انقبضَ صدرُه.. لم تكن عادته البكاء، فقط انقبض صدرُه.. وكأنه انكسر.. لكن صاحب الموكب الذي أمر بطرده رأى تلك الليلة منامًا، وإذا به في الصباح الباكر من الغد يطرق باب دار رسول. خرج رسول صارخًا: ما القصة في هذه الساعة المبكرة؟! عجبًا! صاحب الموكب! - يا رسول، إن أحببتَ حضورَ المجلس الليلة فتعال، لن يطردك أحد! - تفضحُني بالأمس، والآن تقول: تعال إلى المجلس!! ما القصة؟! - الليلة رأيتُ منامًا... أرجوك تعال! - ماذا كان منامُك؟ - دعكَ منه! (كان منامًا معيبًا، ولم يشأ البوحَ به). - بل احكِهِ لي، ألم ترَ منامًا فيَّ أنا؟! - يا رسول، اِنسَ الأمر، تعالَ وكفى.. أردت القول: أخطأتُ إذ منعتُك من دخول المجلس، أرجوكَ تعال.. - كلا، ما لم تقل لي لا أحضر، بل لا أحضر! فاضطُرّ إلى إخباره.. قال: رأيتُ ليلةَ أمس بالمنام أَنّ مُخيّم أبي عبد الله الحسين(ع) في كربلاء محاصَر، والإمام(ع) وحيد.. والأعداء يهُمّون بالهجوم على المخيّم. اقتربتُ لأتبيّن القصّة وتفاصيل المشهد، وأنه لماذا يحاولون الهجوم من كل جانب ويفشلون؟ فشاهدتُ بجانب المخيم كلبًا ينبح، هاجمًا على كل من يحاول الاقتراب! والأعداء يتراجعون.. قال: ثم ماذا!.. - يا رسول، عذرًا.. الكلب في المنام كان أنت! الهيئةُ كانت هيئتَك، والجسمُ جسمَ كلب!.. يقول: بَرَكَ رسول على الأرض وراح يبكي.. قال: إذن قَبِلوني أخيرًا كلبًا لهم!!... برزتْ هذه الحَسَنة.. فأَقلعَ عن كل شيء.. - لقد قَبلَني الحسين(ع) كلبًا لخيمته، لا يمسّ فمي هذه النجاسات بعد اليوم. ترك حَمل السيف، و.... بعض الناس خيِّر جدًّا.. يُقَلِّبه الله.. فيقول: ألا إنه قطعة منا..! يا أبا عبد الله.. في النهاية، أترى فينا خيرًا أم لا؟!.. ما محلُّنا من الإعراب؟.. يا أبا عبد الله.. حضرنا هذه المجالس.. واضعين قلوبنا هكذا، فَجِدْ فيها خيرًا ما، واختَرْنا.. من براعات الإمام الحسين(ع) أنه يلتقط من قعر قلب الإنسان حَسَنة، ويُبرزها، ثم يعرض صاحبَها على الله قائلًا: انظر، هذا يملك هذه الخصلة الحسنة أيضًا! إن رأيتُ فيه خيرًا واحدًا، أختَرْهُ لنفسي...

تعليق