الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۰/۰۱/۱۱ چاپ
 

مقطع فلم | اختَر هدفًا تستطيع أن تحبه

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 03:58 دقیقة

النص:

 

عن النبي(ص) أنه قال لأبي ذر(رض): «يَا أَبَا ذَرّ، لِيَكُنْ‏ لَكَ‏ فِي‏ كُلِ‏ شَيْءٍ» في كل حركة وسكون منك هدفٌ خاص «نِيَّةٌ».. ليكن لك نية «حَتَّى في الأَكلِ وَالنَّوْم». وفي حديث آخر: «لِأَنَّهُ إِذَا لَم يَكُن بِهذا المَعنَى يَكُونُ [العبدُ] غافِلًا». إلى هنا قد يقول المرء: هي مجرد "غفلة"، المسألة ليست خطيرة جدًّا! غافلون على أية حال، نحن غافلون. ثم يقول: «وَالغافِلونَ قَد ذَمَّهُمُ اللهُ تَعالى فَقالَ: إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَل هُم أَضَلّ». «أَعقَلُ النّاسِ أَنظَرُهُم في العَواقِب»، أي مَن يُطيل النظر في العواقب. كمْ تنظر أنت؟ مَن أعقلُنا في هذا الجمع؟ لا بد أنه الذي ينظر أكثر منا جميعًا في الهدف. يجب أن يكون لنا هدف من جهة، وأن نفكّر فيه من جهة أخرى، وأن نُحبّه من جهة ثالثة. أَقترحُ عليكم أن تحبوا أهدافكم. كُنْ صاحب فتوّة، أطلق النار على الهدف الذي لا يمكنك حبه. مثلًا هدف أحدهم أن يصبح دكتورًا، أقصد منتهى هدفه، وإلا فشهادة الدكتوراه جيدة. طيب، اِعشَقْ هدفك هذا إن استطعت! تقول: يا لِشهادتي في الدكتوراه! يا لورقتي البيضاء! مرحى لتوقيع وزير التعليم ورئيس الجامعة أسفلها...! أنت نفسُك ستشعر بالغثيان! لا تقدر على حب هذا الهدف.. اِرمِ به بعيدًا، كُن إنسانًا، اِختَر هدفًا تستطيع أن تحبه. ما هدفنا؟ لنختَر هدفًا يمكننا بلوغه. أيمكن بلوغ هذ الهدف؟ يقول تعالى: سأحطم كل هدف تختاره سواي، وأشُلُّك لكي لا تصله؛ «لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ مِنَ النَّاسِ أَمَّلَ‏ غَيْرِي‏ بِاليَأْسِ». ويقول تعالى في حديث قدسي: «يا داوود، شوقك لجنتي كبير «إِلى كَمْ تَذكُرُ الجَنَّة؟» قال: إلهي، أنت تعلم ما بقلبي. مِن الجيّد جدًّا أن يرى المرء الجنة ويشتاق إليها. ثم ارتفع اللهُ بالكلام معه: متى إذن يزداد شوقك إلَيّ: «وَلا سَأَلتَني الشَّوقَ إِلَيَّ؟» وكأنّ داوود(ع) - بحسب الرواية الشريفة - قد سمع للتو هذا الكلام، «قال: يا رَبِّ، مَنِ المُشتاقونَ إِلَيك؟ قال: إِنَّ المُشتاقينَ إِلَيَّ صَفَّيتُهُمْ مِنْ كُلِّ كَدَر...». فسَكَرَ نبي الله داوود(ع) من وصف الله تعالى للمشتاقين إليه، وهو أعلى من الشوق للجنة. لو أننا أنفقنا 90 بالمئة من عمرنا بحثًا عن الهدف فإنّنا رابحون. كُن إنسانًا، اِختَر هدفًا تستطيع أن تحبه. لنختَر هدفًا يمكننا بلوغه.

تعليق