الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۰/۰۴/۲۸ چاپ
 

مقطع فلم | ثلاثة آثار مهمة للزواج

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 05:28 دقیقة

النص:

عن رسول الله(ص) أنه قال: «زَوِّجُوا أَيَامَاكُم»؛ أي عزّابكم. أكثر الأمر بالزواج جاء بصورة: "زَوِّجوا غيرَكم"، أو بتعبير آخر: على الكبار أن يزوّجوا الشباب. في بعض الأوقات يتمادى الكبار في التماهل في هذا الأمر حتى يضطر الشباب للمطالبة. ولا بأس بأن يطالبوا، لكن الأفضل أن يَعرِف الكبارُ واجبَهم. فالنبي(ص) يود لو يحتفظ الشباب بالحياء والعفاف في لسانهم وشِيَمهم فيوصي الكبار أنْ: بادِروا أنتم. ويذكر(ص) ثلاثة فوائد للزواج: «فَإِنَّ اللهَ يُحْسِنُ لَهُمْ فِي أَخْلَاقِهِم، وَيُوَسِّعُ لَهُمْ فِي أَرْزَاقِهِم، وَيَزِيدُهُمْ فِي مُرُوَّاتِهِم».كيف يا ترى يزداد رزق الشخص إذا تزوج؟ هذا مذكور في القرآن أيضاً، لكن البعض اليوم يظن العكس؛ يقول: "ليس لي مال لأتزوج". في حين أنّ مَن لا مال له يجب أن يتزوج ليصبح ذا مال، وهذا نتاج عدم إيماننا. لا بد أن تمتلئ خزانة أموالي وحسابي المصرفي بالمال لأقول: حسنٌ، ها قد وفّقني الله لأفكر في الزواج! - كلا يا هذا، لقد تأخّرتَ كثيراً بالزواج، بل إن الله قد وفّقك الآن لتكون بلا إيمان!! فإن تزوّج شخص ولم يتّسع رزقُه، فإما أن يفتّش عن الخَلَل في محَل آخر، وإما أن يقول: "لا بأس، اللهُ شاءَ أن أكون فقيراً، إذ قد خطوتُ أهمّ خطوة لكسب الرزق، وهي الزواج". أنا لا شأن لي بالاستثناءات؛ البعض قد يكون هو غير كفوء في تحصيل الرزق، فهناك دوماً استثناءات وينبغي الحديث عنها على حِدَة، لكن الزواج، على أية حال، يُوَسّع الرزق. ثم يقول(ص): إذا تزوج الشاب ازدادَت مروءتُه وتعاظمَت نَخوتُه؛ أي إنه(ص) يقول: هذه هي المروءة عندنا أهل البيت! فإن لم يُعطك اللهُ.. فاشكُر.. وإن أعطاك.. فاتصف بالإيثار. يقول(ص): الذين يتزوّجون تتعاظم مروءتهم.. أي يؤْثِرون الغير على أنفسهم.. أين هذا من الصبر؟! إنهم يشكرون الله في العُسْرة!! هذا من آثار الزواج.. ثم يتحسّن خلُقه.. فطبيعة الزواج هي أنه يلطّف خلُق الإنسان. جاءني طالب في حوزة قم قائلاً: منذ مدة تنتابني في الصلاة حالٌ معنوية رائعة، بل يغلبني البكاء أحياناً. فقلتُ: طيّب، هذا ممتاز.. وما الإشكال؟ أتظن أنّ هناك خللاً؟! قال: لكني أدري تقريباً لماذا صرتُ هكذا. قلت: ولماذا صرتَ هكذا؟ قال: عقَدْتُ مؤخراً على فتاة، وصرنا نتلاقى؛ أذهبُ أنا لبيتها وتأتي هي لبيتي. ومن المقرَّر أن نتزوج، وهي وَدودة معي جداً.. وحينما تتودّد إلَيّ تغدُو صلاتي في منتهى الروعة. أخشى أن يكون هذا سيئاً، وهو أن تتحسّن صلاتنا نتيجة الزواج! ما الربط بين الأمرين؟! في الحديث: «إذا غَضِبَ اللئيمُ‏ فخُذْ له العَصا» لكن «إذا غَضِبَ الكريمُ‏ فَأَلِنْ له الكلام». لقد تودّدَتْ لك امرأتُك فصرتَ أكثر روحانيةً، إذن أنت كريم. تُلاطفُه زوجتُه فتغدو صلاتُه أفضل... وهو المطلوب.. هذا هو الزواج. فأنْ ترتقي صلاةُ الفتى بعد زواجه فهذا حدثٌ طبيعي في حياته، فبعد الزواج تطيب أخلاق المرء... «زَوِّجُوا أَيَامَاكُم»؛ أي عزّابكم.. إن أنتم زوّجتموهم فستتحسّن أخلاقهم لا محالة... وسيتوسّع رزقهم حتماً.. وستزداد مروءتهم بالتأكيد..

تعليق