الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۰/۰۶/۲۲ چاپ
 

 

مقطع فلم | حوار الشيخ بناهيان مع شاب موته محتوم

  • انتاج: موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 04:54 دقیقة

النص:

حوار الشيخ بناهيان مع شاب موته محتوم... أتاني شاب وقال: شيخنا، عندي حاجة، مشكلة وأريد أن أكلمك عنها قلت: تفضل فتقرر أن نتحدث معًا ثم قال: مشكلتي الأولى هي... أنّ موتي حتمي، وأنّي راحل بسبب المشكلة القائمة قلت: كلا، الأعمار بيد الله. كثيرون يصابون بأسوأ الأمراض ثم... قاطَعَني: كلا، قصتي تختلف لعلها، نعم لعلها كانت أول مرة أرى فيها إنسانًا على وشك الوفاة أحقًّا لن يكون بيننا بعد مدة قصيرة؟.. عجيب جدًا! قال: اعتدتُ الآن على الوضع.. في البدء كان من الصعب جدًّا عليّ تقبل هذا الواقع صحوتُ يومًا صباحًا فقلتُ لنفسي: طيب، أتريد أن تموت قبل موتك؟عِش هذه الأيام القليلة! أخرُجْ.. اِعمَلْ.. تكلّمْ.. تواصَلْ.. فأنت راحل في النهاية! يقول: نهضتُ، وبدأتُ حياتي.. حينها.. لاحظتُ أني لم أعد أغضب على من يضايقني أقول لنفسي: حسنٌ، إني راحل على أية حال... لم أعد أغضب أبدًا ولم أعد أحسُد أقول: ألا إني لا أريد شيئًا الآخرون يريدون، فليَجمَعوا كلما مر من أمامي موكب عُرس، أفرح كأُمّهما، قائلًا: وافرحتاه، عُرسُهما.. فليُسعِدهما الله.. كالشيوخ والعجائز حين يدعون لأبناء الناس.. وإن جعلَني أحدُهم سُلّمًا ليصعد عليّ أقول: فليغلبني.. هيا اغلبني.. إنْ قدّمتُ خدمة فلا أسعى لأُعرَف، فإنّي لستُ باقٍ لأنتفع باسمي.. صرتُ في قمة اللامبالاة، وذروة عدم الاكتراث.. أصبحتْ سيئاتي... لكن ما معنى السيئة أصلًا؟! بِتُّ أفهم الكلام الحسَن بكل سهولة... أخذَ يعدّد هذه الأمور فأحسستُ أنه ينقل خطبة صفات المتقين لنهج البلاغة بخصوص نفسه! قلت: ماذا بعد؟ قال: الآن وأنا عازم على الرحيل...هل سيقبل الله مني هذا؟ قلت: بالتأكيد نعم. قال: لكني ما صرتُ هكذا إلا بسبب الموت! قلت: أوَلستَ تؤمن بالله؟ قال: بلى، أنا مؤمن به لكني لم أصبح آدَميًّا بسبب إيماني، أحب الله جدًّا، فلم يبقَ لي الآن غيرُه.. لن يبقى لي أحد آخر...لكنه الموت الذي جعلني هكذا، لا بأس؟ ألن يقال لي: إنّما استقمتَ حين علمتَ أنك ميّت؟" قلت: كلا، فأمير المؤمنين(ع) يقول: «كَفَى بِالمَوتِ واعِظًا» وأنت قد وُعِظتَ فصرتَ آدميًّا. ـ شكرًا جزيلًا، أنا ذاهب. - انتظر يا رجل، دعنا نتصادق قليلًا، فلقد عثرتُ على "إنسان".قال: لا، انقضَتْ جاجتي، لا أريد مضايقتك - كلا، اِجلس الآن، دعنا.. دعني أراك للحظات. قلت: ما مرضُك؟ قال: لستُ مريضًا - لكنك تقول: موتي حتمي! موتي حتمي بالتأكيد.. لكن لم أقل أنا مريض متى؟.. ما معنى موتي حتمي؟ قال: سألتُ: أبِوسعِ أحدٍ أن يخلّصني من الموت؟ قيل لي: كلا متى موتُك؟ قال: بعد يوم.. بعد ألف يوم.. بعد 30 ألف يوم، ما أدراني! حسَبتُ فوجدتُ أني أيضًا ميّت بعد بضعة أيام أو بضعة آلاف الأيام قلت: إذن أنت لست مريضًا، أليس كذلك؟ وأنت، كم يومًا بعدُ تريد الرحيل؟

تعليق