الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۰/۰۹/۲۵ چاپ
 

مقطع فلم | استقلال الإنسان هو المَكمَن الأساسي لعزّته

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 06:01دقیقة

النص:

أين هو أهَمّ مَكمَن لعزّة الإنسان؟ استقلال الإنسان هو المَكمَن الأساسي لعزّته أهو ممتلكاته؟.. كلا..أهو قدراته؟..كلا ..ما هو أهَمّ مَكمَن لعزة الإنسان؟الممتلكات، القُدُرات، المحاسن أيّها يمنح العزّة؟ بمقدور هذه جميعًا أن تجعل للإنسان عزّة سواء أكانت حقيقيّة أم زائفة، لا شأن لي  مؤقَّتة زائلة أم دائمة باقية، عميقة أم سطحيّة لا شأن لنا بهذا السؤال هو: ما هي أهم عناصر عزّة الإنسان؟ لا هي ممتلكاته ولا قُدُراته، بل...استقلاله أن يكون هو! أن لا يدفعه أحد أن لا يكون تَبَعًا لأحد، ولا متطفّلًا عليه أن لا يخشى أحدًا، أن لا يُجبَر على شيء - عذرًا يا شيخ، إنّ علينا أن نستقلّ عن الجميع لكن ألا ينبغي أن نستقلّ عن الله؟! - حسنٌ، هل على الإنسان الاستقلال عن الجميع وأن لا يعبد أحدًا.. سوى الله؟.. أينبغي أن نكون تبعًا لله، أذلّاء أمامه؟ ألا يريد الله احترام استقلالنا؟ - أتعلمون أيها الأصدقاء ما معنى أن يكون المرء عبدًا لله تعالى؟ البعض يسمع من بُعد لفظة "الطاعة" فيظنّها سيّئة!.. يظنّها: "مهما أمرْتَني أطعتُ، أَركُنُ فَهْمي واختياري جانبًا ومهما أمرتَني أقول: سمعًا وطاعة!!" إنه لا يستوعب خُطّة الله..إذا كنّا عبادًا وأذلّاء لله ألا يحفظ الله استقلالنا؟ لا تخطئ الفهم إذا قيل: "كُن عبدًا لله" فعبدُ الله ليس ذليلًا، بل هو عزيز في أعماقه فناهيك عن أنّ العبوديّة لله تجعلك إنسانًا عزيزًا مستقلًا صلبًا أمام العالَم أجمع تصيّرك مستقلًا شجاعًا تجاه جميع عوامل الرعب في العالم فإنّها تغنيك عن كُلّ شيء،  بل تجعلك تجاهه "هو" أيضًا مستقلًا واقفًا على قدمَيك أنت ولهذا السبب تحديدًا يمكنك أن تحبّ الله.. وتتقرّب إليه.. وتكون «في‏ مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر».. [يقول الله]: "تعالَ واجلس هنا إلى جانبي!" ما أروعَه من تعبير يسوقه الله! إنّ الإنسان ليهلك من شدّة الانفعال!.. يُغشَى عليه! - ماذا تقول يا ربّ؟! «في‏ مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر» - "أنا مَليكٌ مقتدر.. تعالَ واجلس هنا إلى جانبي.. تعال نجلس معًا!" إنّه يجعلك جليسه!.. أنت تكرِّر: "أنا ذليلُك".. فيقول لك: "تعال.. أنا أجعلكَ عزيزًا!".. العزّة هي لله تعالى.. لماذا لا نجد أثرًا لعلاقتنا مع الله في أيّما علاقة بين عبد وسيّده في الدنيا؟ السادة في الدنيا عادةً ما يكتمون أنفاس عبيدهم، يقتلونهم، يربّونهم على الغباء أما هذا "السيّد" فماذا يصنع بعبده؟! «راضِيَةً مَرضِيَّة» إلى أين يجب أن نصل؟ «راضِيَةً مَرضِيَّة» يعني أن نصل مقامًا يرضَى فيه أحدُنا عن الآخرأتدري ما معنى هذا؟ أيعني هذا أنّني واحد وأنت واحد يا ربّ؟!.. أنت واحد وأنا واحد؟!!كيف يوضّح الله ذلك؟! يقول: «عَبدِي أَطِعني» أي: نفِّذ منهاجي «أَجعَلْكَ مِثلي»... لا إله إلا الله!... «أَنا حَيٌّ لا أَموتُ أَجعَلكَ حَيًّا لا تَموتُ، أَنا غَنِيٌّ لا أَفتَقِرُ أَجعَلكَ غَنِيًّا لا تَفتَقِر، أَنا مَهما أَشَأ يَكُنْ، أَجعَلكَ مَهما تَشَأ يَكُن» أيُّ معنًى لهذا غير الاستقلال؟ ما الذي يصنعه الله بالإنسان؟! إلى أيّ مستوًى من العظمة يُوصِله؟! خالقُ الأكوان جميعًا..سيجعلك في مستواه من العظمة! أنت أيضًا ستكون الوحيد، ستكون الفريد في عالَم الوجود أيّ عظمة هذه؟!

تعليق