الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۰/۱۱/۲۱ چاپ
 

مقطع فلم | لماذا يجب التشدُّد مع المسؤول الحكومي؟

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 05:02 دقیقة

النص:

المسؤول الحكومي الذي لا يكسب نشاطه من العمل، بل يكسبه من السباحة في "مسابح الملوك!" المسؤول الحكومي الذي لا يستلهم نشاطه من ابتسامات الشعب لا تتوقّعوا منه الإبداع والتخطيط. فمَن هو صاحب الإبداع والتخطيط؟ إنه الذي يشعر بالمسؤولية، فإنّ مَن يشعر بالمسؤولية تجاه الشعب.. سيعيش مثل أفقرهم.. هذا مبدأ في الإدارة.. سيعيش مثل أفقر الناس.. فعن الإمام الصادق(ع): إن لم تعتَدْ على أخشَن لباس وأقلّ طعام ثم تريد تولِّي مسؤولية في دولة صاحب الزمان(ع) فمكانك في جهنّم!! إن لم يعيشوا عيشة أفقر الناس... لماذا يجب التشدُّد مع المسؤولين؟ لقد قُدِّمَت الكابينة الوزارية لنُوّاب المجلس المحترمين، دقّقوا في سيرة كل وزير؛ أهو شخص يتحمّل المسؤولية، من الناحية الاجتماعية؟ أهو ممّن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ أيحمل هاجسًا تجاه الآخرين أم لا؟ هل في سيرته الذاتية عمل جهادي أو لا؟ أكان يعمل لقاء أجر فقط؟ أكان يُحسِن عملَه خشيةَ الرقابة أم قد تخطّى ذلك؟ فإن لم يكن كذلك، بل يعيش عالَمه الخاص إذا لا يتحمّل المسؤولية فما جدواه للمجتمع؟! المسؤول الذي لا يتحمل المسؤولية ما جدواه للمجتمع؟ نحن إن لم نُطِقْ ذلك لا نتصدّى للمسؤولية، ما شأننا بالمسؤولية؟ [لأقُل:] أنا لا أتحمّل مسؤولية بهذا الحجم. لماذا على المسؤول أن يعمل أضعافًا؟ لأنه لا يتعب! نحن نتعب لأننا لسنا مسؤولين. لماذا لا حاجة لتعيين راتب كبير للمسؤول؟ لأنه ليس بحاجة للتشجيع الآني، فهو يحمل مُشجِّعات ذاتية! نحن إن لم نُطِقْ ذلك لا نتصدّى للمسؤولية الشهيد شمران، حقيقةً.. كان عنصرًا نموذجيًّا، بل شخصية أسطورية في موضوع المسؤولية. قصته هذه نقلتُها عدّة مرات سابقًا: حينما حَلَّ بلبنان أسّسَ مَيتمًا فصار يشعر بالمسؤولية تجاه الأيتام. قال لزوجته: من الآن فصاعدًا سنأكل ما يأكله الأيتام، وضع قانونًا لنفسه.. طعامنا طعام الأيتام نفسُه، مفهوم؟ لا نأكل أفضل منهم. - وماذا سيحصل لو أكلتَ؟! كُلْ أنت.. واعتنِ بالأيتام.. فلتتقوَّ.. (بعض ما يُقال من مُسَوّغات)! لكنّ الذي يتحمّل المسؤولية يحمل خصوصية مميَّزة جدًّا؛ جاء ليلةً متأخّرًا فجاءت زوجته بطعام ساخن مختلف لا يُوجَد عادةً في الميتم ووضعتْه أمامه. فقال: "عجبًا! ما ألَذَّه! (يبدو أنه كان لذيذًا)، هل تناول الأولاد مثله؟" فأجابت زوجته: كلا، هذا أعدَّتْه أمي وأرسلتْ بعضَه إليك. فقال: لكن اتّفقْنا أن يكون طعامُنا من طعام الأولاد! - يا رجل، الأولاد نيام، وأنتَ تحترم القانون دائمًا كُلِ الآن ما أرسلَتْه أُمّي. يقال: بَكَى شمران قائلاً: الأولاد نيام، لكن رب الأولاد يَقِظ! سيقول: "أيأكل الأولاد طعامًا وأنت طعامًا؟!" المتحمِّلون للمسؤولية يكونون رُحماء جدًّا.. جدًّا... قلوبهم رقيقة. الشهيد الحاج سليماني كان سريع الدمعة حقًّا كان جاهزًا للبكاء، كان قلبه مستعدًّا للانكسار، لم يكن يمُرّ بالأولاد الذين يقفون في التقاطعات (طبعًا ليس عملهم لائقًا أن ينظّفوا السيارات ويطلبوا مالًا أو يبيعوا شيئًا) لم يكن يمُرّ بواحد منهم مرور الكرام، كان قلبه ينكسر. أتدرون إِلامَ يعود هذا؟ يعود إلى تحمُّل المسؤولية. المسؤول الحكومي الذي لا يكسب نشاطه من العمل، المسؤول الحكومي الذي لا يستلهم نشاطه من ابتسامات الشعب لا تتوقّعوا منه الإبداع والتخطيط، فمَن هو صاحب الإبداع والتخطيط؟ إنه الذي يشعر بالمسؤولية. فإنّ مَن يشعر بالمسؤولية تجاه الشعب.. سيعيش مثل أفقرهم.. عَنِ المُفَضَّلِ قالَ: كُنتُ عِندَ أَبي عَبدِ الله(ع) بِالطَّوافِ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقالَ لِي: يَا مُفَضَّلُ ما لي أَراكَ مَهمُومًا مُتَغَيِّرَ اللَّونِ؟ قالَ: فَقُلتُ لَهُ: جُعِلتُ فِداكَ نَظَري إِلى بَني العَبّاسِ وَما في أَيدِيهِم مِن هَذا المُلكِ وَالسُّلطانِ وَالجَبَروتِ فَلَو كانَ ذَلِكَ لَكُم لَكُنّا فيهِ مَعَكُمْ. فَقالَ: يا مُفَضَّلُ، أَما لَو كانَ ذلِكَ لَم‏ يَكُن‏ إِلّا سِياسَةُ اللَّيلِ وَسِياحَةُ النَّهارِ وَأَكلُ الجَشِبِ وَلُبسُ الخَشِنِ شِبهَ أَميرِ المُؤمِنينَ(ع)، وَإِلّا فَالنّارُ. (بحار الأنوار/ ج‏52/ ص359)

تعليق