الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۰/۱۲/۲۱ چاپ
 

مقطع فلم | برنامج الإمام الرضا(ع) للحياة...

  • انتاج: موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 05:17 دقیقة

النص:

عن الإمام الرضا(ع) أنّه قال: «وَساعَةً لِمُعاشَرَةِ الإِخوانِ الثِّقات»؛ أي: خصِّص قسمًا من وقتك لمعاشرة الإخوان الذين تثق بهم، «الَّذينَ يُعَرِّفونَكُمْ عُيوبَكُم»؛ أي إنّ عليَّ أن أجعل لنفسي برنامجًا يوميًّا بأن أنظر لعيوبي، وبمساعدة الآخرين، هذا بحدّ ذاته برنامج للحياة.. الإمام الرضا(ع) يزوّدك بمنهاج. في الخبر: «تَخَلَّصْ إِلى مَعرِفَتِكَ نَفسَكَ وَتَجهَرُ لَها بِعُيوبِها وَمَقتِكَ إِيّاها» اِنزعجْ من عيوبك.. اِغضبْ.. قل: "هَيي.. يا نفسي..". البعض صديق حميم ورفيق شفيق لنفسه.. يا هذا، لا تكن صديق نفسك، «أَعدَى عَدُوِّكَ نَفسُكَ الَّتي بَينَ جَنبَيك»؛ أنت نفسُك، الـ"أنا" خاصّتُك هي أعدى عدوّك. لا تكن رؤوفًا بنفسك، لا تُحَصِّل طُمأنينتَك عن هذا الطريق، لاحِظ عيوبك، كم تذُمّ الروايات رفضَ الانتقاد! عمومًا اِقبَل الانتقادات كلّها إجمالًا. قل: عيوبي أكثر على أيّة حال وها أنت تُذكّرني ببعضها، قُلْها، لا بأس.. لكن بعضهم ليس هكذا.. البعض صديق حميم لنفسه يستحيل أن تقول له: فوق عينك حاجب. - "يا هذا، ليس فوق عينك حاجب.. لا تقلق.." لنتمرّن على أن لا نثور إذا انتُقِدْنا، بل علينا تنفيذ عمليّات جماعيّة.. نجلس إلى بعضنا البعض فيساعد أحدُنا الآخر بمعرفة عيوبه؛ - أنا متضايِق. - لماذا متضايِق؟ - أعصابي مُحَطَّمة تمامًا.. بسبب جارنا هذا، أكاد (بسببه) أبيع منزلي وأرحل! - وماذا فعل جارك؟ يُخبرك، فتلاحظ أن عيبَه ليس بهذه الشدّة والفداحة! - قل لي، أهُوَ شعور التغيير قد اجتاحَك؟! - كلّا!... ربّما... بعد حين: - لكن أتدري، إنّه يتعامل معي بطريقة تمَسّ كبريائي! - عالج كبرياءك إذن! - حقًّا؟ - أجل.. فلو كنتَ محلَّ أمّه ما كنتَ فاعلًا؟ - لستُ أمُّه على كُلّ حال، لكن لو كنتُ لما صفعتُه قائلًا، مثلًا: أغرُبْ عن وجهي، لقلتُ: إنه ولَدي، لكن فيه عيب أيضًا. - حسنٌ، الأمر الآن أفضل؛ صار من الواضح أنّه هو ليس سيّئ جدًّا، وأنّك أنت سيّئ قليلًا! فلنواصل كلامنا إذن لنرى إلى أين نصل، إذ ستلاحظ شيئًا فشيئًا أنّ عيبه هو أيضًا ذنبُك أنت. في الحديث: «أَحَبُّ إِخواني إِلَيَّ مَن أَهدَى إِلَيَّ عُيوبي‏». فماذا لو لم يكشف أصدقائي لي عيوبي؟ في الخبر: «مَن ساتَرَكَ [أخفَى عليك] عَيبَكَ فَهُوَ عَدُوُّك». يا هذا، مجرّد أن تعرف عيوبك الخفيّة تكون قد قطعتَ نصف الطريق، بل - خُذها منّي – تكون قد قطعتَ الطريق كلّه. خبّرني أنت: إنْ عرفتَ عيبَك، ألا تستاء منه؟ خبّرني، قُل: أجل.. - أجل.. - أرأيتَ؟ ثمّ إذا استأتَ لدى معرفة عيبك، ألا تتكلّم فيه عند أعتاب ربّك؟ قل أجل.. - أجل. - تمام، مشَتْ أمورُنا.. ماذا نريد غير هذا؟! الأمران محلولان، ليس المطلوب أن تفعل شيئًا أنت.. المطلوب أن تَتُوب، وتَطرُق باب ربّك قائلًا: لا أريد هذا العيب فِيَّ، وانتهى.. خصِّصوا «ساعَةً لِمُعاشَرَةِ الإِخوانِ الثِّقات الَّذينَ يُعَرِّفونَكُمْ عُيوبَكُم»؛ أي إنّ عليَّ أن أجعل لنفسي برنامجًا يوميًّا بأن أنظر لعيوبي، وبمساعدة الآخرين.. هذا بحدّ ذاته برنامج للحياة.

تعليق