الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۱/۰۱/۰۹ چاپ
 

مقطع فلم | السبيل الوحيدة لتذوُّق حلاوة التقرُّب إلى الله تعالى...

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 07:35 دقیقة

النص:

من أجل التخطيط، وتحديد الهدف، وإيجاد الحافز لا بدّ للمرء دائمًا من تكوين فَهْمٍ لذلك الهدف الذي يروم الوصول إليه. إلى أين تريد الوصول بتديُّنك؟ إلى القرب إلى الله تعالى. تقول أوّل الصلاة: "أُصلّي ركعتَي صلاة الصبح قربةً إلى الله تعالى". لِمَ تُقلع عن المعصية؟ للتقرّب إلى الله عزّ وجل. لماذا تعمل الصالحات؟ لكي تتقرّب إلى الله تعالى. حسنٌ، أحبّائي.. أيُمكن أن لا نفهم ما التقرّب إلى الله، ثمّ نجعله هدفًا لنا؟ أيمكن هذا؟ أوَيُعقل أن لا يذيقَنا الله تعالى أعلى مراتب التقرّب ثمّ يقول لنا: قُم بهذه العبادات جميعًا قربةً إلَيَّ؟! هذا غير معقول.. لا بدّ لله تعالى أن يذيقنا، منذ أوّل الطريق، حلاوةَ التقرّب وإلّا فستكون الحالُ كما ترون؛ سيُجتذَب شبابُنا إلى الذنوب والمعاصي. كيف لي أن لا أُذيق ولَدي حلاوة التقرّب إلى الله تعالى ثمّ أقول له: اترك المعاصي جميعًا لتتقرّب إلى الله؟! هذا ليس معقولًا!كيف يمكن تذوّق التقرّب إلى الله تعالى؟ هل إذا صرتَ مثل سماحة الإمام الخميني(ره) فستتذوّق حلاوة التقرّب إلى الله؟ كان سماحته يتلو القرآن اثنتَي عشرة مرّة يوميًّا، ما كان بإمكانه العيش من دون تلاوة القرآن، أوَينبغي أن أكون مثل الإمام الراحل(ره) لأفهم ما هو القرآن الكريم؟ الآن ماذا أصنع؟! أوَيجب أن أكون مثل آية الله العظمى بهجت(ره) لأذوق طعم القُرب إلى الله فأُصلّي صلاة الليل الطويلة ذات الثلاث الساعات تلك؟! لكنّه كان يتذوّق هذه الأمور! أمّا أنا فلا! ما زلتُ عاصٍ!.. ما زلتُ مُدَنَّسًا!.. ما زلتُ لا طاقة لي ولا قوّة على فعل الخيرات، أذِقني طعم التقرّب إليك لكي أنطلق..أصدقائي.. ليس من سبيل لتتذوّقوا في أوّل الطريق طعم القُرب إلى الله سوى سبيل واحدة، في الحديث: «الإِخلاصُ غايَةُ الدِّين»؛ نهاية الدين هي أن تصلَ إلى مقام الإخلاص، فإن أردتُ تذوّق طعمَ غاية الدين تلك فماذا أصنع؟ اللحظة الوحيدة التي يمكننا نحن، بكلّ ما فينا من تلوّثات، أن نتذوّق فيها طعمَ الإخلاص هو مجلس رثاء أبي عبد الله الحسين(ع)، حين نسمع أنّ ابنتَه ذات الثلاثة أعوام صُفِعَت نتجرّد فجأةً من أنانيّتنا. الحسين(ع) لم يأتِ بطفلته عبثًا! في لحظة استعار النار في صدرك! إنّها لحظات الإخلاص التي تجتاحكم، أيّها الناس! لحظة القُرب إلى الله تعالى، لاحظ كم هي عذبة! أهل المعاصي أيضًا يمكنهم لمسُ هذا، فيقولون: أشكرك يا حسين!ما هو التقرّب إلى الله تعالى يا حبيبي؟ ما الشعور الذي يجتاح الشخص حين يتقرّب إلى الله؟ إنّه الشعور عينُه الذي يخامركم في مجلس رثاء الحسين(ع)، الشعور بالقرب.. أحبّائي، هذا الشعور ليس شعور المُعَزَّى، المُعَزَّى إذا حزِنَ على أعزّ أعزّائه يحزن سنةً، سنتَين، خمسَ سنوات وينتهي الحزن، هذا الشعور الذي في داخلكم... بكيتم عمرًا كاملًا، يا شيوخ المجلس، ثمّ تهلكون بالبكاء أيضًا حين يأخذونكم إلى صحراء الطَفّ! لماذا تحبّون استماعَ الرثاء الحسيني؟ من شدّة نورانيّة هذه اللحظات! العرفاء إذْ يَصِلون ذُروةَ ذُروةَ الذُروة أثناء تلاوة القرآن وفي صلاة الليل، ينتابهم هذا الشعور ذاتُه.إذن يا رجل، فكيف ينتابنا نحن هذا الإحساس ولم نصبح بَعدُ من الأخيار؟ روحي لرأس الحسين المُهشَّم الفداء.. في اللحظة التي وقف فيها الحسين(ع) هنا ورفع طرف ثوبهوقف هُنَيهَةً... يا أبا عبد الله... ليرتاح قليلًا.. لم يكن أحدٌ يجرؤ على التقدّم إليه من شدّة بأسه وبسالته، لكنّ دنيئًا رماه بصخرة مدبّبة بجبهته! مرحَى للإخلاص... هذا هو الإخلاص... وهو أن تنسى نفسك أيضًا، هذا هو الإخلاص... «الإِخلاصُ غايَةُ الدِّين»، أعطاكَ الحسين(ع) إيّاه بثمن بَخْس.ليس من سبيل لتتذوّقوا في أوّل الطريق طعم القرب إلى الله سوى سبيل واحدة، اللحظة الوحيدة التي يمكننا نحن، بكلّ ما فينا من تلوّثات، أن نتذوّق فيها طعم الإخلاص هو مجلس رثاء أبي عبد الله الحسين(ع)، من شدّة نورانيّة هذه اللحظات! العرفاء إذْ يَصِلون ذُروةَ ذُروةَ الذُروة أثناء تلاوة القرآن ينتابهم هذا الشعور ذاتُه.

تعليق