الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۱/۰۲/۰۳ چاپ
 

مقطع فلم | تسلية أمير المؤمنين(ع) الرائعة...

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 04:58 دقیقة

النص:

شخصٌ يُدعى نَوْف يروي رواية جميلة يقول: «رَأَيتُ أَميرَ المُؤمِنينَ (صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِ) مُوَلِّيًا مُبادِرًا»، أعطى ظهرَه للجميع يُغِذّ الخُطَى متلهّفًا لأمرٍ ما، أرأيتَ مَن يهُمّ لقصد شيءٍ يحبُّه كيف يترك الجميع ويرحل؟ لا يلتفت كلّ حين ليودّعهم، بالضبط كالسهم الذي انطلق من وَتَر قوسه! هذا وصفٌ لكيفيّة ذهاب أمير المؤمنين(ع) من عند الجمع. «فَقُلتُ: أَينَ تُريدُ يا مَولاي؟» كان منتصف الليل حين رأى أميرَ المؤمنين(ع) يغادر.. الإمام غادَر!.. - إلى أين يا مولاي؟ أراد الإمام(ع) القول: أريدُ أن أُصلّي صلاة الليل وأتعبّد فلاحظ عبارته: «فَقالَ: دَعْني يا نَوْف‏!.. إِنَّ آمالي تُقَدِّمُني في المَحبوب‏»؛ أي: إن أُمنياتي تَسحبُني نحو المحبوب.. - روحي فداك! إنّك ترى العبادة ذهابًا إلى آمالك.. صحيح؟! روحي فداك! إذن من الواضح أنّ هذه العبادة لك ترفيه.. «فَقُلتُ: يا مَولايَ وَما آمالُك؟... قالَ: قَد عَلِمَها المَأْمولُ وَاستَغنَيتُ عَن تَبيِينِها لِغَيرِه»؛ ذاك الذي ينبغي أن يعرف، والذي هو أمَلي، يعرف‏ فلا حاجة لي بذكره لأحد.. لاحظ أسلوب كلام أمير المؤمنين(ع)، بل هكذا كان أمير المؤمنين(ع) أساسًا.. هكذا كان.. يقول نوف: «فَقُلتُ: يا أَميرَ المُؤمِنينَ، إِنِّي خَائِفٌ عَلَى نَفْسِي‏»، إذ لاحظ أين مقامُ أمير المؤمنين(ع) من مقامه هو، فقال: «إِنّي خائِفٌ عَلى نَفسي»، على أنّ نَوف كان شخصيّة راقية لكنّه إذْ عَرِفَ آمالَ أميرِ المؤمنين(ع)، وما هي تسليته قال: «خائفٌ.. مِنَ الشَّرَهِ وَالتَّطَلُّعِ إِلى طَمَعٍ مِن أَطْماعِ الدُّنيا»، فلستُ أَملكُ حرصَك هذا على العبادة.. لا أستوعبُه.. ماذا أصنع؟ فتعجّب الإمام(ع)! «فَقالَ لي: وَأَينَ أَنتَ عَن عِصمَةِ الخائِفينَ وَكَهفِ العارِفين؟!» أي: لماذا لا تستعين بالله نفسِه؟!.. إنّه يُجيرُك! إن كنتَ خائفًا حقًّا فهو يُؤوي الخائفين ويُبَدّد خوفَهم، فاستعِنْ به هو! «كَهفُ العارفين» أَعرفتَ أنّ حالَك سيّئة، وأنّ ذلك المكان أفضل؟ إنّه كَهف العارفين! هو نفسه يُجيرك، فلِمَ تسألني أنا؟! أيُّ حوار رفيع المستوى هذا!! قمّة في الروعة والعرفانيّة.. «فَقُلتُ: دُلَّني عَلَيهِ» لِأعرف كيف أصل إليه. والله لا أدري كيف أتلو كلام أمير المؤمنين(ع)!.. «قالَ: اللهُ العَلِيُّ العَظيمُ تَصِلُ أَمَلَكَ بِحُسنِ تَفَضُّلِه‏»؛ انظر، هكذا تصير العبادة تسلية.. لاحظ نظرة أمير المؤمنين(ع): الله العليّ العظيم يُوصِلك إلى أمانيك.. أفلا تريد أن تصبح هكذا؟! توجَّهْ إليه واسأله.. الله يُوصِلك إلى آمالك، أوَلستَ تريد أن تتعبّد مثلي؟! الإمام(ع) بالطبع لا يقول هذا بطريقتي أبدًا ولا يستعمل الـ"أنا" أصلًا، أنا الذي أشرحه هكذا: أوَلستَ تريد العبادة مثل الإمام(ع)؟! الله نفسُه يُوصِلك إلى أمانيك.. ما هي العبادة؟ ما هي العبادة، فديتُكم؟ العبادة هي أن تُحَدّث اللهَ عن آمالك، وهو يُحقّقها لك!.. يا إلهي... لماذا العبادة تسلية؟.. أليس كذلك؟..

تعليق