الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۹/۱۱/۰۳ چاپ
 

فسيلة الولاء في مناخ الأسرة (المحاضرة2)

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الأولى من المحرّم في مهدية طهران محاضرات تحت عنوان «فسيلة الولاء في مناخ الأسرة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الثانية:

  • الزمان: شهر المحرّم 1433
  • المكان: مهديّة طهران
  • A4|A5 :pdf

القسم الأكبر من مسؤولية حفظ قوام الأسرة ونورانيّتها ومعنويّتها ملقاة على عاتق الأم/ أولئك الذين لم يتفرّعوا من جذور أسريّة جيّدة فلا يجوز أن يسمحوا لأنفسهم بأن يرشّحوا أنفسهم في الانتخابات/ على أساس ما ورد في عهد أمير المؤمنين(ع) إلى مالك الأشتر أحد شروط الدخول في الساحة السياسيّة، الأسرة الصالحة

الدعاء بالحصول على الأسرة الصالحة، دعاء باستلام هبة خاصة من ربّ العالمين

  • يمكننا أن نفهم مدى أهمّية الأسرة عبر هذه الآية القرءانية: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَ ذُرِّیَّتِنَا قُرَّةَ أَعْیُنٍ‏ وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِینَ إِمَامًا)[الفرقان/74] الهبة هديّة خاصّة تهدى للإنسان. فـ "هب لنا" تشير إلى أن الدعاء بالحصول على الأسرة الصالحة، في الواقع دعاء باستلام هبة خاصّة من ربّ العالمين. هنا نسأل الله أن يجعل أزواجنا وذريّتنا قرّة أعيننا؛ أي كلّما ننظر إلى زوجنا نملتئ فرحًا وسرورًا وهذا أعظم من الحبّ.

القسم الأكبر من مسؤولية حفظ قوام الأسرة ونورانيّتها ومعنويّتها ملقاة على عاتق الأم

  • الجميل في هذه الآية هو أن ابتدأ الدعاء بالأزواج. يعني يجب أن تكون الزوجة قرّة عين الرجل ومن ثم ذريّته. إذ لولا هذه العلاقة الحميمة بين الزوجين لا يترّبى الأولاد جيّدا. لابدّ أن تحظى الأسرة بقوام ونورانية ومعنوية، والقسم الأكبر من مسؤولية توفير هذه الخصائص ملقاة على عاتق الأم، لأن الأمّهات أوقع تأثيرا. النساء مديرات الأسرة وفي ميسروهنّ أن يقمن بإدارة رجالهنّ أيضا. مثلا إذا قالت امرأة لبعلها: «لا تأت بلقمة حرام أبدا، فإننا نرضى بكسرة خبز من حلال ولا نريد ما لذّ وطاب من الحرام» سيقوى قلب الرجل ولن يمدّ يده إلى الحرام.

لابدّ من استخدام ذوي الأسر الصالحة للمناصب الحكوميّة المهمّة

  • قال أمير المؤمنين(ع) في عهده المعروف إلى مالك الأشتر: «وَتَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَ الْحَیَاءِ مِنْ أَهْلِ الْبُیُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ الْقَدَمِ فِي الْإِسْلَامِ الْمُتَقَدِّمَةِ» وقال في مقطع آخر من كتابه هذا: «ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِی الْمُرُوءَاتِ وَ الْأَحْسَابِ وَ أَهْلِ الْبُیُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ السَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ وَ الشَّجَاعَةِ وَ السَّخَاءِ وَ السَّمَاحَةِ» [نهج البلاغة/الكتاب53]
  • على أساس عهد أمير المؤمنين(ع) هذا، لا يجوز لرجال السياسة في المناصب العالية أن ينصّبوا في حاشيتهم من لم ينشأ في أسرة صالحة. لابدّ للمناصب الحسّاسة من اتخاذ أشخاص ذوي عوائل محترمة وجيّدة. ما أكثر المشاكل التي نعاني منها في مختلف مستويات إدارة البلد، وهي بيد رجال السياسة ومدراء البلد. كما تعلمون لقد اختار أمير المؤمنين(ع) مالك الأشتر واليًا. فإذا وجب أن يكون عمّال الوالي من عوائل صالحة، فمن باب الأولى يجب أن يكون الوالي من عائلة صالحة أيضا. طبعا قد يكون إنسان صالحا، ولكنّه ليس من أسرة صالحة، أو أبوه رجل سوء مثلا. فلا نقول في مثل هذا الإنسان الصالح أن يهمل ويُنَحّى جانبًا، كل ما هنالك أن لا يعطى منصبًا عاليًا، ويمكن استخدامه في مجال آخر.

بموجب حديث أمير المؤمنين(ع) يجب على الناس في الانتخابات أن ينظروا في أصول المرّشحين الأسريّة

  • بموجب أمر أمير المؤمنين(ع)، لا يجوز لجميع الناس أن ينزلوا إلى الساحة السياسيّة، فإنّ ذلك يقتضي شروطًا ومن شروطها أن يحظى المرء بأسرة صالحة. طبعا هذا شرط لازم وليس كافيًا، إذ قد ذكر أمير المؤمنين(ع) شروطًا أخرى أيضا. لذلك إذا كنا نحن نأمل لأولادنا أن يكونوا من قادة جيش الإمام المهدي المنتظر(عج) فلابدّ أن نعرف أن الإمام إذا إراد أن يختار مسؤولا فإنه لن يتعدّى هذا الشرط، وسينظر أولا إلى أسرته ووالديه. فلابدّ من النظر في أصولهم الأسريّة. يحتاج الإمام الحجة(عج) أفرادًا يدير بهم العالم بأجمعه، وإنما يتربّى مثل هؤلاء في ظل أسر صالحة.
  • نحن على أعتاب انتخابات مجلس شورى. فبموجب حديث أمير المؤمنين(ع) يجب على الناس أن يأخذوا "أصول المرشحين الأسرية" بعين الاعتبار كأحد معاييرهم في الانتخاب. إن بعض الناس الذين ليس لديهم والدان صالحان، لا ينبغي أن يسمحوا لأنفسهم بالترشيح وخوض معترك الانتخابات.

تعليق