الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۱/۰۱/۱۵ چاپ
 

فسيلة الولاء في مناخ الأسرة (المحاضرة10)

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الأولى من المحرّم في مهدية طهران محاضرات تحت عنوان «فسيلة الولاء في مناخ الأسرة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته العاشرة:

  • الزمان: شهر المحرّم 1433
  • المكان: مهديّة طهران
  • A4|A5 :pdf

إن كان الآباء في البيت أئمة وباشروا الإمامة، ذاق الأولاد حلاوة الإمام/ حلاوة الولاية سبب إسلام اليهود

 

الأمام كالأب الشفيق والرؤوف/ لقد أضحى أهل العالم شيئا فشيئا يتحسسون ريح ذاك الأب الغريب خلف ستار الغيبة

  • «وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص أَهْلُ الْيَمَن‏...فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ وَصِيُّك‏ ـ فأخذ يصف لهم فضائله ومقامه وخصائصه ـ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً أَرِنَاهُ فَقَدِ اشْتَقْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ هُوَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُتَوَسِّمِينَ فَإِنْ نَظَرْتُمْ إِلَيْهِ نَظَرَ مَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ عَرَفْتُمْ أَنَّهُ وَصِيِّي كَمَا عَرَفْتُمْ أَنِّي نَبِيُّكُمْ فَتَخَلَّلُوا الصُّفُوفَ وَ تَصَفَّحُوا الْوُجُوهَ فَمَنْ أَهْوَتْ إِلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فَإِنَّهُ هُوَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ- فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ أَيْ إِلَيْهِ وَ إِلَى ذُرِّيَّتِه(ع)... فَتَخَلَّلُوا الصُّفُوفَ وَ تَصَفَّحُوا الْوُجُوهَ وَ أَخَذُوا بِيَدِ الْأَنْزَعِ الْأَصْلَعِ الْبَطِينِ وَ قَالُوا إِلَى هَذَا أَهْوَتْ أَفْئِدَتُنَا يَا رَسُولَ اللَّه. ِ فَقَالَ النَّبِيُّ ص أَنْتُمْ نَجَبَةُ اللَّهِ حِينَ عَرَفْتُمْ وَصِيَّ رَسُولِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تُعَرَّفُوهُ فَبِمَ عَرَفْتُمْ أَنَّهُ هُوَ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ يَبْكُونَ وَ يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَظَرْنَا إِلَى الْقَوْمِ فَلَمْ تَحِنَّ لَهُمْ قُلُوبُنَا وَ لَمَّا رَأَيْنَاهُ رَجَفَتْ قُلُوبُنَا ثُمَّ اطْمَأَنَّتْ نُفُوسُنَا وَ انْجَاشَتْ أَكْبَادُنَا وَ هَمَلَتْ أَعْيُنُنَا وَ انْثَلَجَتْ صُدُورُنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَنَا أَبٌ وَ نَحْنُ لَهُ بَنُون.» [الغيبة للنعماني/ص40]
  • يترك الإمام وولي الله أثرًا كهذا في نفس الإنسان. الإمام عين تفیض منها العواطف والمحبة وهو كأب شفيق ورؤوف. في آخر المطاف سيجد أهل العالم أباهم وقد أضحوا شيئا فشيئا يتحسسون ريح ذاك الأب الغريب خلف ستار الغيبة. وإذا شمّ الناس رائحة أبيهم الغريب من امرء، فإنهم سينظرون إليه في فترة غيبة الأب كما ينظرون إلى أبيهم. لقد جاء في الحديث أن الأخ الكبير بمنزلة الأب. فاحترموا الأخ الكبير لكي لا يتناقص الولاء في المجتمع.

ليُعِن الآباء الأولاد على حفظ كرامة الوالد/ إذا كان الآباء في البيت أئمة وباشروا الإمامة، ذاق الأولاد حلاوة الإمام

  • فليراقب الآباء في الأسرة لأنّ لعطف الوالد حرمة. حق الآباء على الأولاد كثير ولابد من حفظ كرامتهم، ولكن على الآباء أيضا أن يعينوا أولادهم على هذا الأمر. فقد روي عن رسول الله(ص): «رَحِمَ‏ اللَّهُ‏ مَنْ‏ أَعَانَ‏ وَلَدَهُ‏ عَلَى بِرِّهِ وَ هُوَ أَنْ‏ یَعْفُوَ عَنْ سَیِّئَتِهِ وَ یَدْعُوَ لَهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّه» [بحار الأنوار/ج98/ص101] في رواية أخرى يسأل الراوي: كَيْفَ يُعِينُهُ عَلَى بِرِّه؟ فقال رسول الله(ص): «يقْبَلُ مَيْسُورَهُ وَ يَتَجَاوَزُ عَنْ مَعْسُورِهِ وَ لَا يُرْهِقُهُ وَ لَا يَخْرَقُ بِهِ فَلَيْسَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَنْ يَصِيرَ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الْكُفْرِ إِلَّا أَنْ يَدْخُلَ فِي عُقُوقٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِم‏» [الكافي/ج6/ص50]
  • إذا كان الأب يتغافل كرامةً عن أخطاء ولده الشاب ولم يؤاخذه على كل خطيئة، فعندما يقال لهذا الشاب: «الإمام كالأب»، سيقول: أنا قد ذقت عطف والدي، فإذا كان كالأب فمن المفترض أن يكون الإمام حنونًا ورحيمًا جدا. إذا كان الآباء في البيت أئمة وباشروا الإمامة، ذاق الأولاد حلاوة الإمام.
  • لقد قال رسول الله(ص): «کُلُّ نَفسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ سَیِّدٌ فَالرَّجُلُ سَیِّدُ أَهْلِهِ وَ الْمَرْأَةُ سَیِّدَةُ بَیْتِهَا» [نهج الفصاحة/الرواية2177]. الرئاسة العامة للأسرة للرجل، ولكن لابد أن يسمح الرجال للنساء بأن يتخذن هن بعض القرارات بشأن إدارة البيت. عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(ع) قَالَ: دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ(ع) فَقَالُوا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَرَى فِي مَنْزِلِكَ أَشْيَاءَ نَكْرَهُهَا وَ إِذَا فِي مَنْزِلِهِ بُسُطٌ وَ نَمَارِقُ فَقَالَ ع إِنَّا نَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَنُعْطِيهِنَّ مُهُورَهُنَّ فَيَشْتَرِينَ مَا شِئْنَ لَيْسَ لَنَا مِنْهُ شَيْ‏ء.» [الكافي/ج6/ص486]

موقع الولاية في البحوث العرفانية والعاطفية والاعتقادية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية

  • لقد سمعنا أدلة كثيرة على أهمية الولاية، ولكن البعض ولكونهم لم يغوصوا في معنى الولاية، ألقوا إليها نظرةً عن بعد فحسبوها من المثاليّات وأخذوا انطباعًا سلبيّا عن بعض من ينادي بها فحسبوهم مبالغين.
  • الولاية تحظى بالصدارة في شتى المواضيع فنشیر إلى محاور من جوانبها المختلفة:
  • 1ـ الجانب العرفاني: عندما ندخل إلى الولاية من الجانب العرفاني نجد أن عالم الوجود برمّته قائم ببركة ولي الله الأعظم. ولولا الحجة لساخت الأرض بأهلها. فقد روي عن الإمام الباقر(ع): «لَو أنّ الإمامَ رُفِعَ مِنَ الأرضِ ساعةً لَماجَتْ بأهْلِها کَما یَمُوجُ البَحْرُ بأهلِهِ» [الكافي/ج1/ص179] وعن الإمام السجاد(ع): «بِنَا یَنْشُرُ الرَّحْمَةَ وَ یُخْرِجُ بَرَکَاتِ الْأَرْضِ وَ لَوْ لَا مَا فِي الْأَرْضِ مِنَّا لَسَاخَتْ بِأَهْلِهَا» [الأمالي للصدوق/ص186]
  • 2ـ الجانب العاطفي: إذا نظرنا إليها من الجانب العاطفي نجد أن بيد أهل البيت(ع) العين الفيّاضة بالعواطف والمشاعر. فقد جاء في زيارة الجامعة أنهم «معدن الرحمة» [من لا يحضره الفقيه/ج2/ص610] وعن الإمام الرضا(ع): «لِلْإِمَامِ عَلَامَاتٌ..یَکُونُ أَوْلَى بِالنَّاسِ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَ أَشْفَقَ عَلَیْهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ» [من لا يحضره الفقيه/ج4/ص418] فمن أراد أن يعيش أروع صور المشاعر والعواطف الإنسانية، فليطرق باب أهل البيت(ع). الولاية هي العين النابضة بالعواطف؛ نحن منذ 1400 سنة لم نر الحسين(ع) ولم نسمع صوته ولم نر منه معجزة، ولكننا نبكي عليه كل عام كالثكلى. فلا سبيل لأي أحد أن يصنع هذه العاطفة مهما كانت أدواته. لا ترقى أسرة إلى عاطفة أهل البيت(ع) ولا يجد قلبٌ عواطفَ قلوبِ محبي أهل البيت(ع)، لأنهم قد شربوا من معين عين العواطف الفيّاضة. المتمرّدون على الولاية هم أعداء المشاعر والمحبة، وهذا ما أثبته التاريخ وطبيعةُ الحياة البشرية في بشتى المجتمعات.
  • 3ـ الجانب العقائدي: ومن الجانب العقائدي فما لم نؤمن بولاية ولي الله، فلا فائد بعد حتى في إيماننا بالله وبالمعاد. من كان في قلبه شيء ولو بمقدار ذرة تجاه ولاية رسول الله(ص)، فقد أقسم الله بأنه غير مؤمن؛ (فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّى یُحَکِّمُوكَ فیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا في‏ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلیماً) [النساء/56]
  • 4ـ الجانب الأخلاقي: ومن الجانب الأخلافي والصفات الروحية فمن لم يكن ولائيّا فلا شك في أنه يحمل أقبح الصفات كالكبر والحسد تجاه ولي الله، ولو أخفاها. (أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه) [النساء/54]
  • بعض الناس يحسدوننا حتى على بكائنا على الإمام الحسين(ع)! فتراهم يقولون مثلا: «لماذا تبكي على الإمام الحسين(ع)؟! فابك على حالك! فلا حاجة للإمام الحسين(ع) إلى بكائك!» هذا يكشف عن حسدهم، بحيث بلغ بهم الأمر إلى أن يحسدوا إماما قبل 1400 سنة. فلو كانوا قد عاصروا الإمام الحسين(ع) الله يعلم ماذا كانوا يصنعون؟
  • 5ـ الجانب الاجتماعي: ومن الجانب الاجتماعي والسياسي فإن الولاية هي أخطر مفهوم يهدد جبابرة العالم وهي العنصر الوحيد الذي سينقذ العالم. ما سينجزه الإمام الحجة(عج) بعد ظهوره هو أن يحقق الولاية في الأرض، وكل ما سيأتي بعدها من عدل وأمن وبركات وخيرات ومحبة وغيرها، إنما هي نتاج وثمار استقرار الولاية.

حلاوة الولاية/ القلب السليم بالنسبة إلى الولاية كالطير المتعلّق بوكره

  • لعلّ حولكم يوجد من ترونه غير مكترث بالولاية. فقد نهانا الإمام الصادق(ع) من أن نلحّ عليهم في أمر الولاية. إذ أن علاقة القلب السليم بالولاية كالطير بوكره، فمن كان يملك قلبًا سليمًا فإنه سيتقبّل الولاية بأدنى إشارة؛ «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً بَيْضَاءَ فَجَالَ الْقَلْبُ يَطْلُبُ الْحَقَّ ثُمَّ هُوَ إِلَى أَمْرِكُمْ أَسْرَعُ مِنَ الطَّيْرِ إِلَى وَكْرِهِ» [المحاسن/ج1/ص201] أما القلب المريض وغير السليم فلا يصلح لأن يكون عشّا للولاية، فيأباها ولا يتقبّلها ولو بالإصرار والاستدلال. «کُفُّوا عَنِ‏ النَّاسِ‏ وَ لَا یَقُلْ أَحَدُکُمْ أَخِي وَ عَمِّي وَ جَارِي فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً طَیَّبَ رُوحَهُ فَلَا یَسْمَعُ مَعْرُوفاً إِلَّا عَرَفَه...» [تحف العقول/ص312]

حلاوة الولاية/ لقد أسلم يهود المدينة بعد سماعهم حديثا عن النبي(ص) حول الولاية

  • أتعلمون كيف أسلم يهود المدينة؟ كان ذلك بسبب حديث سمعوه من النبي(ص) حول الولاية، فراق لهم الكلام وأسلم غير قليل منهم.
  • قال النبي(ص) في شرح قوله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنینَ مِنْ أَنْفُسِهِم) [أحزاب/6] «مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ وَ مَنْ تَرَکَ دَیْناً أَوْ ضَیَاعاً فَعَلَيَّ وَ إِلَيَّ» [تفسير القمي/ج2/ص176] وكذلك روي عن الإمام الصادق(ع): «أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: أَنَا أَوْلَى بِکُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ وَ عَلِيٌّ أَوْلَى بِهِ مِنْ بَعْدِی» فَقِیلَ لَهُ: مَا مَعْنَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ: قَوْلُ النَّبِيِّ ص: مَنْ تَرَكَ دَیْناً أَوْ ضَیَاعاً فَعَلَيَّ وَ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِه» [الكافي/ج1/ص406] أحد معاني هذا الكلام هو أنكم لستم سدى بلا راع و لا وال. فاذهبوا واشتغلوا، فإذا ربحتم بشيء فهو لكم، أما إذا وقعتم في ورطة ومشكلة فأنا كفيلكم. ثم يكمل الإمام الصادق(ع) ويقول: «وَکَانَ إِسْلَامُ عَامَّةِ الْیَهُودِ بِهَذَا السَّبَبِ» [تفسير القمي/ج2/ص176]

تعليق