الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۱/۰۸/۰۷ چاپ
 

عليكم بمجلس العزاء المنزلي

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 05:37 دقیقة

النص:

قد يكون لي ثلاثين عامًا وأنا أتفحّص النصوص الدينيّة وأسأل أستاذة الجامعات حول الأمور التربويّة أُخبركم بصفتي طالب علمٍ صغير: ليس كمجلس العزاء المنزليّ يُرَبّي جيل المستقبل فإن أرسلتَ ولَدَك لمركز تعبئة المسجد ليس أثره كالمجلس المنزليّ وإنْ أرسلتَه لهيئة الحيّ الحسينيّة ليس أثرها كالمجلس المنزليّ ففي المجلس المنزليّ تُبنَى شخصيّته كما لا تُبنى في غيره المجلس المنزليّ هو أحد أهمّ مناهج تربية الأجيال بعد مرور أربعين عامًا من عمر الجمهوريّة الإسلاميّة ما زال نهج المجلس المنزليّ القديم هذا من أشدّ المناهج أثرًا في تربية النفوس وتزكيتها وتَرَقّي إيمان ناسنا وسمُوّ معرفتهم لا أريد أبدًا الانتقاص من المجالس الضخمة أو من آثارها وبركاتها لكن هذه المجالس لا تَرْقَى أبدًا، مهما ازدادَ عددُها وتعاظمَ حضورُها وارتقتْ جودتُها، إلى مستوى مجلس منزليّ واحد أوّلًا لأنّ أمثال هذه الفعّاليّات حين تُقام في البيت يتعاطى معها أبناؤنا بجدّيّة أكبرثمّ إنّ فعّالية أهلِ الدار في المجلس يجب أن تتصدّرها السيّدات المجلس المنزليّ أساسًا يجب أن يقوم على النساء بل لا بدّ لأولادنا أن يشاهدوا المحبّة لأهل البيت(ع) وخدمتهم من أمّهاتهم إنّها الأمّ بأحاسيسها التي تغذّي الطفل بما ينبغي أن تغذّيه الإمام الراحل(ره) قالها قال: الأمّ بأحاسيسها إنْ أرادت تغذية ولدها بالإيمان أو أيّ شيء، فسيُنقَش في قلبِه ثمّ إنّ هذا الطفل بكلّ ما أُوتِيَ من ذكاءٍ، وحبِّ استطلاعٍ، وقابليّةِ تأثُّر سيسجّل هذا المشهد: أمّي صنعَت الشاي.. أمّي أسرعتْ لتنظيف المنزل.. أمّي اتّخذتْ رُكنًا وراحتْ تنحَب.. أُمّي كنسَتْ محلّ المجلسِ والقارئِ والحضورِ القادمين  المجلس المنزليّ، لمّا كان أساسًا قائمًا على النساء وأنّ أصل المجلس المنزليّ نسويّ، فلا بدّ من الاهتمام به لا يمكن، لا يمكن أن لا يُقام مجلسٌ منزليّ، بل هذا مستحيل أنتم تُحيون الآن ذكرى 18 شهيدًا قضَوا في مراسيم فاطميّة في مجلس منزليّ فقرّروا الآن أن تُقيموا مجلسًا منزليًّا الإمام الباقر(ع) أوصى في بعض المواقف بإقامة مصيبة الحسين(ع) في الدار بل صرّح بذلك ليوم عاشوراء* وقال الإمام الصادق(ع) لرجل من البصرة لم يكن يَقدِر على الذهاب لكربلاء: أوَتبكي الحسينَ(ع) في دارك؟ وتذْكُر ما صُنِعَ به؟ قال: نعم، أفعل..** أنا ألتمسكم جميعًا يا روّاد الهيئات الحسينيّة أيّها الأكارم مِن الذين لا يسكنون الشقق أو يسكنونها ويمكنهم إرضاء جيرانهم أن تبدؤوا من الآن برنامجَ مجلس منزليّ مرّة كلّ شهر أو كلّ مناسبة، أو مرّة في السنة مرّة في السنة، على الأقل ولكن بشكل دائميّ.. إذا بدأتَ فلا تترك لا تقل: هذه السنة سافرنا، وتلك كذا وكذا! فإن سافرتَ فادفع المفتاح لقريبٍ أو جارٍ وقُل له: أَقِم المجلس في بيتنا، عندي شغل في منطقة كذا مرّة في السنة، أو في كلّ مناسبة، أو مرّة في الشهر أقِم هذا المجلس وستلمس بركاته.. ما زال نهج المجلس المنزليّ القديم هذا من أشدّ المناهج أثرًا في تربية النفوس وتزكيتها وتَرَقّي إيمان ناسنا وسمُوّ معرفتهم * عن الإمام الباقر(ع) أنه قال: «إِذا كانَ ذَلِكَ اليَومُ [عاشوراء]... ثُمَّ لْيَندُبِ الحُسَينَ(ع) وَيَبكيهِ، وَيَأمُرُ مَن في دارِهِ بِالبُكاءِ عَلَيهِ، وَيُقيمُ في دارِهِ مُصيبَتَهُ بِإِظهارِ الجَزَعِ عَلَيهِ، وَيَتَلاقَونَ بِالبُكاءِ بَعضُهُم بَعضًا في البُيُوتِ وَليُعَزِّ بَعضُهُم بَعضًا بِمُصابِ الحُسَينِ(ع)» (كامل الزيارات/ ص174-175) ** عن أبي عبد الله(ع): يا مِسمَع،‏ أنت‏ من‏ أهل‏ العراق أما تأتي‏ قبر الحسين(ع)؟ قلتُ: لا، أنا رجل مشهور عند أهل البصرة وعندنا مَن يتَّبعُ هوَى هذا الخليفة وعدوّنا كثير... قال لي: أفَما تذْكُر ما صُنِعَ به؟ قلتُ: نعم. قال: فتَجزَع؟ قلتُ: إِي والله، وأَستَعْبِر لذلك حتّى يرى أهلي أثرَ ذلك عليَّ... قال: رَحِمَ اللهُ دمعتَك...‏ (كامل الزيارات/ ص101)

تعليق