الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۲/۰۱/۱۳ چاپ
 

نداء علي رضا بناهيان بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 06:06 دقیقة

النص:

عيدُ روحانيّاتنا هو شهر رمضان المبارك، حفلٌ يُقام في قلوب المؤمنين الذين يستقبلهم الله تعالى ضيوفَ شرف. إنّنا في هذا الشهر الفضيل نلمس ذروة حُبّ الله لنا، وأكثر ممّا نفكّر في حبّنا لله جلّ شأنه لا بدّ أن نكون في غمرة حبّ الله لنا، ولطفه بنا، وأن نذوبَ خجَلًا وشُكرًا لتكون عباداتُنا الرمضانيّة مُترعةً بالأحاسيس والعواطف الناجمة عن هاتين الخصيصتَين، فنكون له شاكرين على كُلّ ألطافه، وخَجِلين من عَجزنا عن تأدية شكرِه جلّ وعلا. لعلّ من الجميل في الشهر الكريم هذا العام أن لا نطرُق بابَ ربّنا للأخْذ والمسألة! بل نقصده تأديةً وإظهارًا للشُكر على ما أعطانا إلى الآن. الكثيرون يستغفرون، جيّد.. يسألون قضاء الحوائج، جميل.. يدعون للغَد وحُسْن العاقبة، جيّد.. لكن ليكن في عِلمِنا أنّ الأوجب، كما في دعاء عرفة، هو أن نشكر الله على ما أعطانا؛ (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزيدَنَّكُم) [إبراهيم/ الآية7]. ومن الطبيعي أنّنا إنْ واظبنا على الشكر فسنُعطَى كلّ ما نريد، وبمقدار أوفَر. فإنْ عُبِد اللهُ في شهر رمضان المبارك بدافع الشكر فسيشهَد العالَم أجمَع أنّ المسلمين والمؤمنين هم أكثر أهل العالَم حيويّة وبهجة، فإنّنا نصوم حتّى في الأعياد. كَمْ يمنحُنا الصومُ من البهجَة؟ يجب أن نكشف هذا لشعوب العالم لكي يَعمَد الذين يقيسون معدّل حيويّة المجتمعات إلى قياس مستوى حيويّة المجتمع الإسلامي والإيماني ليروا أنّه ما من مجتمع يضاهي المؤمنين في الحيويّة، ولا سيّما في رمضان، وليتزوّد المؤمنون في هذا الشهر الفضيل بما يكفيهم لعام كامل من الشكر والفرح.. والنشاط والحياة.. ثمّ يتوجّب علينا جدًّا في شهر رمضان المبارك، إلى جانب الأوراد والدعوات أن نذكر صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء، خصوصًا أنّنا خَجِلون منه، شاكرون لغَمْرِه إيّانا بألطاف دعواته لنا. خَجِلون من أنّنا مع كلّ مزاعِمنا ونداءاتنا له بالظهور، لم نستطع إلى الآن إخراجَه من غُربته، خَجِلون منه لأنّنا.. لم نستطع أن نُثْبِت زعمَنا لشعوب العالم، ولذرّيّاتنا من أنّنا مستعدّون لنصرته(ع). نعم، المؤهَّلون لنُصرته موجودون لكنّ بقاءَه(ع) غائبًا يَشي بأنّه(ع) لم يَقْبَل هذا الزعم منّا جميعًا. شهرُ رمضان المبارك شهرٌ مهدويّ.. هو شهر عبادة، هذا صحيح، لكن قد لا نخطئ إنْ قُلنا: إنّ على رأس أدعيته دعاءَ الافتتاح المُخصَّص رُبعُه تقريبًا للإمام المنتظر أرواحنا له الفداء، مع إشارات في هذا المضمار هي في غاية العلُوّ. يا ليتنا نستطيع تلاوة هذا الدعاء في كلّ ليلة من ليالي الشهر الفضيل إحياءً لذكرى الإمام صاحب الزمان أرواحنا له الفداء. فإن كنّا نُسَمّي ليلة النصف من شعبان باسم الإمام المهدي أرواحنا له الفداء على خلفيّة ميلاده الشريف فيها فإنّ علينا، بالمقدار ذاته، ولأسباب أخرى، أنْ نسمّي شهر رمضان، ولا سيّما العشر الأواخر منه باسم صاحب الزمان، أرواحنا له الفداء، أيضًا؛ ففي ليالي القدر تُبعَث إليه صحائف أعمالنا فيوقّعها، والعَشرُ الأواخر منه هي عشرةُ الدعاء العظيم: «اللّهُمَّ كُن لِوَلِيِّكَ الحُجَّة...»، وإنّا لا نسألُ اللهَ شيئًا إلّا ويُعطيناه بتوقيعٍ من الإمام، أرواحنا له الفداء، ومن خلال إدارته للأمور وولايته علينا. سأل الله أن يشفع لنا الإمام القائم نفسُه، أرواحنا له الفداء لنعيش أيّامًا رمضانيّة مهدويّة مِلؤُها النشاط والحيويّة. أسألُ المؤمنينَ جميعًا الدعاء...

تعليق