الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۲/۰۱/۲۱ چاپ
 

الاستقلاليّة هي أن لا يكون تصرّفك متأثّرًا بأيّ شيء

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 04:33 دقیقة

النص:

ما معنى الاستقلاليّة.. يا أصدقائي؟ فديتكم نفسي.. الاستقلاليّة هي أن لا تعمل متأثّرًا بأيّ أحد وبأيّ شيء. إذن بتأثير ماذا تعمل؟ بتأثير الله تعالى فحسب. - عذرًا يا شيخ، سؤال: كيف يكون عملي متأثّرًا بالله دليلًا على استقلاليّتي بينما لا يكون دليلًا عليها إنْ أنا عملتُه متأثّرًا بغيره؟! كيف أنّي إنْ عملتُ لله يكون عملي استقلاليّة وإنْ عملتُ لصديقي وجيراني لا يكون استقلاليّة؟! إنْ خفتُ من نار جهنّم أكون مستقلًّا وإن خفتُ من مذَمّة الناس فلستُ مستقلًّا؟ إنّ الله تعالى لا يريدنا له عبيدًا إلّا مع صيانة استقلاليّتنا.. السبب هو قوله عزّ وجل: (إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفيها) [طه/ 15]؛ يوم القيامة، الذي سأُثيب وأعاقب فيه، سيأتي، (أَكادُ أُخْفيها) وأنا أحاول إخفاءه؛ إنّي حين أريد أن أثيب إنسانًا.. وأُدرك قيمته الحقيقيّة.. فإنّي أخفي ثوابه.. أتعلم لماذا تكون مستقلًّا إنْ عملتَ لله؟ لأنّ الله لا يثيبك على الفور، ولا يعاقبك بشكل مباشر، يظَلّ هكذا يرنو إليك! لأنّ الله لا يُكثر من تنبيهك.. لأنّه لا يُبالِغ في نصيحتك.. لأنّه لا يُسرِف في تأنيبك.. بل إنّه ما خلقك إنسانًا إلّا لهذا؛ يقول: (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَليفَةً) [البقرة/30] إنّ كلّ واحد منكم خليفة.. كلّ واحد منكم خليفة لله.. ما أكثر خلفاء الله! وهل الله مستقِلّ أم تابع؟ هو مستقلّ. إذن كيف تكون أنت؟ يجب أن تكون مستقلًّا أيضًا. وما معنى العبوديّة لله؟ أُكرّر.. لا بدّ من تكرارها ألفَ مرّة! تعني: أنا (الله) فقط بإمكاني، بالمنهاج الذي أزوّدك به، أن أُوصِلك لقمّة الاستقلاليّة، وأحفظها لك، وبحفظ استقلاليّتك أُبلِغك ذروة الازدهار، وأضمن لك استقلاليّتك. أنْ تكون عبدًا لله لا يعني أن تفرِّط باستقلاليّتك، بل يعني أنْ تجعلَ شعورَ التبعيّة لديك حِكرًا على علاقتك بي أنا (الله)، وسأحوِّلك أنا إلى كائن مستقلّ. إنّنا إنْ لم نكن مستقلّين فأوّلًا سنضُرّ أنفسَنا، يعني لن نصل إلى الله؛ أنْ نضُرّ أنفسَنا يعني أنّنا لن نصل إلى الله، أن نحُول دون ازدهارنا يعني أن لا نصل إلى الله، أنْ نَمنع رُقِيَّنا يعني أن لا نصل إلى الله. سؤال: كيف أنّي إنْ عملتُ لله يكون عملي استقلاليّة وإنْ عملتُ لصديقي وجيراني لا يكون استقلاليّة؟! أتعلم لماذا تكون مستقلًّا إنْ عملتَ لله؟ لأنّ الله لا يثيبك على الفور ولا يعاقبك بشكل مباشر، لأنّ الله لا يُكثر من تنبيهك.. لأنّه لا يبالغ في نصيحتك.. لأنّه لا يسرف في تأنيبك.. يقول: يا هذا، لقد خلقتُك إنسانًا.. فلا يجوز أن تتأثّر بأيّ شيء...

تعليق