الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۲/۰۱/۲۶ چاپ
 

لا تقرأ كلمة واحدة من الجوشن الكبير بلا التفات!

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 04:22 دقیقة

النص:

أتعلمون لماذا نحن لا نستغفر كثيرًا؟ ولا نهتَمّ بالعبادة كثيرًا؟ ولا بالعمل الصالح، ولا بالنيّة السليمة؟ نظنُّها منثورة.. نعم.. نظنُّها منثورة. هناك نكتة قديمة، لعلّها أصبحَت تافهة اليوم! قيل لفتًى: إن أردتَ النقود فاذهب إلى طهران هي منثورة هناك. قال: حقًّا ما تقول؟! قيل: أجل. وحين وصلَ وترجَّلَ من الباص رأى على الأرض ورقة نقديّة، لا أدري ما فئتها، فقال: صدَقوا إذًا إذ قالوا: النقود في طهران منثورة. لكنّي الآن مُتعَب من الطريق، غدًا سآتي لجمعها. في الغَد سألَ صاحبَ النُزُل إن كان لديه كيس. فقال: ما نوعُه؟ ولأيّ غرض تريده؟ - أريد جمع النقود. - تجمعُها من أين؟ - النقود المنثورة. - لكن لا نقودَ منثورة! قال: بلى، قيلَ لي منثورة، أنا رأيتُ واحدةً حين ترجَّلتُ من الباص. - كنتَ أخذتَ تلك الواحدة!.. ليس كما تظنّ! حقًّا، الكثيرون يظنّون ذلك.. يقول: فيما بعد! بل إنّ الله يكره هذا التصرّف. أوَعندك مُهلَةٌ فيما بعد؟!.. ومَن سيُمهِلك؟! الآن إذْ طرقَت ذهنَك أتظنُّها طرقَتْه عبثًا؟! الآن وقد خطَرَت ببالك.. يا إلهي! كم عليَّ أن أعتذر، من اللحظات التي خطَرَ ببالي أن آتيك، وقلتُ: فيما بعد، ظنًّا منّي أنّ المجال فسيح! في الخبر: «مَن فُتِح له بابٌ من الخير فليَنتَهِزْه» الفرصة الإلهيّة إذا سنَحتْ فقل: إنّه مَلَكٌ أوحَى لي. انظر كيف يناجي أئمّتُنا(ع) ربّهم؛ مضمون الحديث: إذا صلّيتَ لله فصَلِّ صلاةَ مُوَدِّع! قل: أفَهَل هناك مُهلةٌ أخرى؟ أثَمَّةَ فرصةٌ لاحقًا؟ لكنّنا لا نفكّر بهذه الطريقة، بل نقول: الثواب منثور. وكيف يفكّر أئمّتنا(ع)؟ منثورة؟! أين؟َ! إنّها المرّة الأخيرة!.. يعني: اعرفوا قدرَ الفُرَص.. «اِنتَهِزوا فُرَصَ الخَير.. فإنّها تَمُرُّ مَرَّ السَحاب»، كالسُّحُب الصغيرة المتفرِّقة التي تظهر في السماء فجأةً وما إن تنظُر ثانيةً حتّى تراها اختفَت. يقول: هكذا هي الفُرَص. إنّه أمير المؤمنين(ع) الذي يقول هذا وليس شخصًا عاديًّا! فهو(ع) يعرف عالَم الوجود أفضل منّا، بل هو مَن يعرفه أصلًا. يقول لك: تصَرَّف هكذا. أحدها ليلة القدر هذه.. وشهر رمضان المبارك، وجميع الفُرَص التي نُفَرِّط بها كثيرًا للأسف. ثمّ يقال لنا: تعالوا ليلة القدر واتلوا الجوشن الكبير!... أيّ بابٍ من الجنّة فُتِحَ لنا!... لا تَقرَؤوا سطرًا واحدًا من الجوشن الكبير بلا التفات! ولا تنادوا الله فيه بصفة واحدة بلا التفات. قل: إلهي، أَسَمعتَ؟ أقول لك: «يا رَبَّ الليلِ والنّهار»، «يا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغير».. أسمعت؟ لقد قلتُ هذا فيكَ، يا رَبّ، انظر.. سواءٌ أبكيتَ أم لم تَبكِ، قُلْه بالتفات، إنّ لهذا أثرًا في العالم. أتعلمون لماذا نحن لا نستغفر كثيرًا؟ ولا نهتمّ بالعبادة كثيرًا؟ ولا بالعمل الصالح، ولا بالنيّة السليمة؟ نظنُّها منثورة.. حقًّا، الكثيرون يظنّون ذلك.. يقول: فيما بعد! بل إنّ الله يكره هذا التصرّف، أوَعندك مُهلَةٌ فميا بعد؟!.. ومَن سيُمهِلك؟! الآن إذْ طرقَتْ ذهنَك أتظنّها طرقَته عبثًا؟! الآن وقد خطرَت ببالك.. ما إن يخطُر ببالك عملٌ صالح فلا تتركه، الفرصة الإلهيّة إذا سنحَتْ فقل: إنّه مَلَك أوحَى لي.

تعليق