الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۴/۱۲/۱۷ چاپ
 

مقطع فلم | من قال إن اللّه لا یتکلم؟

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 05:08 دقیقة​
  • المصدر: سر لطافة الروح/ ج10
لو كان الشيخ بهجت(ره) يريد أن يطرح هذه الأبحاث، فكيف كان يطرحها برأيكم؟ ولو كان السيد الإمام قد أراد طرحها، كيف كان يطرحها؟ ولو أراد أمير المؤمنين علي(ع) أن يطرح هذا البحث، كيف كان يطرحه؟ هل تزداد حساسيّتكم بهذا الأسلوب أم لا؟

نصّ الفلم:

لو كان الشيخ بهجت(ره) يريد أن يطرح هذه الأبحاث، فكيف كان يطرحها برأيكم؟ ولو كان السيد الإمام قد أراد طرحها، كيف كان يطرحها؟

ولو أراد أمير المؤمنين علي(ع) أن يطرح هذا البحث، كيف كان يطرحه؟ هل تزداد حساسيّتكم بهذا الأسلوب أم لا؟

فكيف لو أراد اللّه سبحانه أن يطرح هذا البحث؟ وهل هناك تصوّر أعلى؟! حقيقة؛ لو أراد الله أن يعدّ محاضرة، فما كان يفعل؟

كيف يدخل إلى الموضوع؟ إذا أراد أن يخطب الله نفسه كيف كان يصمّم خطبته؟ أنا أريد أن أتعرّف على ذوق الله.

افترض أنك معاون في مدرسة، وكان ابنك طالبا في أحد صفوف المدرسة وقد أعطاهم أستاذ الإنشاء موضوعا من قبيل: «ما هي نظرتكم عن والديكم؟»

فتثني على الأستاذ أن: «ما أجمله من موضوع؟!» ثم تسأله: وهل كان ابني حاضرا؟ فيقول: «نعم، وقد كتب الإنشاء».

فتقول له: «أرني أرني إياه» وبأي لهفة إلى الاستطلاع؟ أليس كذلك؟حبّ الاستطلاع فتودّ أن ترى ماذا كتب ابنك.

فلم تذهب لتمضية الوقت بل قد قهرك حبّ استطلاع شديد، فتقول: «أريد أن أرى ماذا كتب عنّا وكيف؟» عليكم بالله أن اقرأوا القرآن هكذا مرّة واحدة!

أقسم عليكم بالله

عن حب استطلاع

طالعوه!

طالعوه مثل كتاب الرواية.

في الجبهة أحد الأصدقاء ظننت أن بيده كتاب رواية. فما كان يبدو من ملامحه أبدا أنه يتلو القرآن. فلا كانت هيأته معنوية ولا جلسته ذات قالب خاص.

فكان الإخوة يظنّون واقعا أنه يطالع كتاب رواية. كان قد غلّف جلد القرآن بالجريدة، وكانت أوراق المصحف باليةفكان يطالع.

أرأيتم بعض الأشخاص وفي أثناء مطالعته، أحيانا يضع يده على رأسه؟! فكأن يده تزيده تركيزا.

فقلت له ذات مرّة: «أرني ماذا تطالع؟! عجيب! إنه قرآن؟! فقال: نعم! أريد أن أقرأه مرّة لأرى عن أيّ مواضيع قد تحدّث الله.» وقد أعجبني كلامه جدّا.

لقد وضعوا على بؤبؤ عين بعض الناس مجسّات أو أجهزة مشابهة لها وفحصوا بها مئات الناس ليروا: كيف ينظر الرجال؟ وكيف ترى النساء؟

فكان يعطي معلومات لطيفة جدّا. فقال مثلا: اختبرنا مئة امرأة وقلنا لکلّ منهنّ: «انظري إلى هذه الصورة» وكذلك اخترنا مئة رجل وقلنا لكلّ منهم: «انظر إلى هذه الصورة».

فقال المختبر: أول ما كانت تنظر إليه النساء في هذه الصورة، إلى خطّ الكوي لسترة صاحب الصورة.

وقد أجرى القرآن هذا الاختبار لنفسه وقد أعطانا نتيجته أيضا أن: «هكذا أنظر إلى العالم»! وهذه حقيقة مهيّجة جدّا! لقد شارك الله في هذا الاختبار!

كأنه قال: «أنا عندما أنظر من هنا أبدأ، وأعالج هذه القضايا

يا إلهي! فلنرَ رؤية اللّه.

إن قرأت القرآن عن حبّ استطلاع قليلا، سيقع حدث إعجازي آخر. إنك قد راجعت كتابا، والكتاب ليس بحيّ، فلا ينهض ولا يتحرّك!

أرأيتم بعض برامج التلفاز تنقل بشكل حيّ ومباشر؟ ولكن الكتاب ليس بحيّ، بل نصّ ميّت! ولكنّك إن قرأت القرآن عن حبّ استطلاع، سيتحوّل لك هذا الكتاب فجأة إلى كتاب حيّ.

ولكن كيف؟ دعني أشرح لك العمليّة من الناحية الفنّية جيّدا. إنّك تستنبط من أيّ لفظٍ معنى خاصّا. أليس كذلك؟

فیتدّخل الله بين ذاك المعنى وبين ذهنك، ثم ينظّم لك تلك المعاني. ولذلك تقرأ القرآن اليوم، فتفهم شيئا، وتقرأه غدا، فتفهم شيئا آخر.

ماذا فهمت اليوم؟ فهمت ما كنت بحاجة إليه اليوم. وماذا ستفهم غدا؟ ستفهم ما تحتاجه غدا.

كان يقول العلامة الطباطبائي(رضوان الله تعالى عليه): إن قرأت يوما مقطعا من القرآن عشر مرّات، سأفهم في كلّ مرّة شيئا جديدا!ثمّ يبدأ الله بمحادثتك.

ليس بمهمّ أن أيّ مقطع تتلوه من آيات القرآن، فهو يوصل لك رسالته.

فيبدأ الله بمحادثتك بشكل مباشر، وستشعر أنت بذلك!

ستشعر وهذه لمعجزة.

من قال: إن الله صامت لا يتكلّم؟!

 

تعليق