الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۵/۰۱/۲۹ چاپ
 

مقطع فلم: ممَّ تخاف؟

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 05:02 دقیقة​
  • المصدر: كيف نُمتَحن؟ /ج9

     

    قال: «ما سلّطَ اللّهُ على ابنِ آدَمَ إلاّ مَن خافَهُ ابنُ آدَمَ» [ميزان الحكمة/5486ـ كنزالعمال/5909] لا يسلّط الله أحدا عليك إلا من خفتَه؟ ممَّ تخاف أنت؟ سيسلطه الله عليك. لأنه يبغض هذا الخوف. فكأنه يقول: «لماذا لا تهابني؟! مع أنه أنا الوحيد الذي لا أضرّك! وأنا الذي أعمل لصالحك! وأنا الذي أطمئنك

    نصّ الفلم:

    قال: «ما سلّطَ اللّهُ على ابنِ آدَمَ إلاّ مَن خافَهُ ابنُ آدَمَ» [ميزان الحكمة/5486ـ كنزالعمال/5909] لا يسلّط الله أحدا عليك إلا من خفتَه؟ ممَّ تخاف أنت؟ سيسلطه الله عليك. لأنه يبغض هذا الخوف. فكأنه يقول: «لماذا لا تهابني؟! مع أنه أنا الوحيد الذي لا أضرّك! وأنا الذي أعمل لصالحك! وأنا الذي أطمئنك! أنا الذي أحتضنك! ثم لا تخافني فمن تخافه إذن؟!» عند ذلك يسلّط عليك من تخافه.

    أرأيتم أساليب الله هذه؟ مثلا إذا تعلّق أملك بأحد، يكلك الله إليه. مثلا تقول: «كان لفلان مال وأراد أن يقرضني فتعلّق قلبي به» فيقول الله: «طيّب! اذهب وراءه فقد وكلتك إليه» ثم يرسل الملائكة من جانب آخر ويقول لهم: «اسلبوا أموال فلان فقد عقد قلوب الناس بنفسه!» فعندما تذهب إليه لتستقرضه، يقول: «ليس لدي مال، فقد أصابتني خسارة فادحة خربت كل شيء!» ثم ترجع إلى الله وتقول: «إلهي! لقد أغلقت جميع الأبواب!» فيقول: «اذهب وفتّش فلعلّك تجد بابا مفتوحا آخر! فأنك أهل لذلك! يا من تلجأ إلى كلّ مكان... إلى كلّ مكان! فاذهب على رسلك!»

    ثم تحترق قلوب الملائكة عليك فيقولون لله: «إلهنا! انظر إلى هذا المسكين» فيقول الله: «لا تحزنوا فسوف تخطر بباله فكرة بعد دقيقتين، أو سوف يجد بابا مفتوحا فيترك دعاءه ويغادر! فاصبروا قليلا إذ لم تخطر بباله الفكرة بعد» فحين مناجاتك يخطر ببالك أن: «فلأقل لفلان وأستقرضه!» فتقول: إلهي أنا ذاهب وأرجع إليك!» فتقوم وتذهب ويقول الله لك: «اذهب على رسلك»

    عندما واعدك صاحبك بمداينتك، التفت عنه وقل: «إلهي الأمور كلها بيدك وليس بيد هؤلاء.» ثم اشكر صاحبك أيضا ولكن اشكر الله في الأصل.

    أحد جذور الخوف هو قطع العلاقة مع ربّ العالمين. والآخر هو الحبّ هوالتعلّق. فإنك إن أحببت الدنيا تصبح خائفا. فلا يزال الخوف موجودا ما دام حبّ الدنيا في قلبك. أتريدون أن أقرأ عليكم رواية؟ يقول الإمام الصادق(ع): «یَا هِشَامُ مَنْ أَحَبَّ الدُّنْیَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ» [تحف العقول/399] فأي خوف يبقى إذن؟ خوف الدنيا.

    أيّ شيء أحبتته، ستخاف عليه. فإذا وجدت نفسك تخاف كثيرا، فانظر أي شيء تحبّه بشدّة؟ مثلا إن أحببت ماء وجهك، ستخاف على سمعتك. لا تهتمّ بسمعتك فإنها بيد الله! لا تخف!  سيقول الإنسان: ولكني أحبّ سمعتي كثيرا. لا تخف عليها!  فإنها بيد الله! إنه سيحفظ ماء وجهك.

    من أجل القضاء على الخوف ماذا نفعل؟ الخوف قبيح جدّا. إنه من أقبح نتائج حب الدنيا بأشكالها وأقسامها والتعلق بزخارفها. لا تتعلّق بهذه الأمور، تشجُع وتزداد شجاعتك. التوكل من جانب والالتحاق بالله من جانب والاعتقاد بالله من جانب، وقطع التعلّق بالدنيا وبهذه الرغبات من جانب آخر.

    إن هذه الدنيا التي تحبّونها لا تستحق الحبّ أصلا، فلماذا تحبّونها؟ إنها خادمتكم! إنها مطيّتكم! إنها أمتكم! فإن لم تأخذ منها حظّك تُعطَها قهرا! ويضعوها تحت قدميك. فلست بحاجة إلى محبّتها!

    لا شیخنا! فليست القضية هكذا! يبدو أن أوضاعك جيدة جدّا، وإلّا فلابدّ من الركض وراء الدنيا لتحصل على شيء منها بعسر...

    لقد أخطأ من قال لك هذا، عزيزي!  فعندما خلقك الله وخلق الدنيا، همس في أذنها بكلمات وأنا أقولها الآن خلف اللاقطة. فقال: يا دنيا! كلّ من ركض وراءك فتدلّلي له واسحبي نفسك ودعيك يركض وراءك ثمّ يركض ثمّ يركض. لكي لا أرى شكله ببابي. قال النبي(ص): «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الدُّنْیَا أَمَرَهَا بِطَاعَتِهِ فَأَطَاعَتْ رَبَّهَا فَقَالَ لَهَا خَالِفِي مَنْ طَلَبَكِ‏ وَ وَافِقِي مَنْ خَالَفَكِ‏ وَ هِيَ عَلَى مَا عَهِدَ اللَّهُ إِلَیْهَا وَ طَبَعَهَا عَلَیْهَا» [مصباح الشريعة/138]

    قال ع: شدّد خوفك من الله لكي لا تخاف شيئا آخر. «طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ خَوْفُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ خَوْفِ النَّاس‏» [الكافي/8/169] فإذا أراد الناس أن يرعبوه يقول: «روح طير عمّي! سخيف! جاء يخوّفني! أنا مشغول بخوف آخر، وإذا بهذا الفرّوخ جاء يخوّفني!» نعم! فإنك إن خفت الله، سوف لا ترى أحدا.

    يقول أمير المؤمنين(ع): «مَنْ خَافَ اللَّهَ آمَنَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ کُلِّ شَيْ‏ء» [غررالحکم/9014] فإذا أراد أحد أن يرعبك، سيريك الله وهن هذا العامل المُرعب. فيقول: «انظر إلى ضعفه، انظر إلى نقاط ضعفه...»

    تعليق