الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۵/۰۶/۰۲ چاپ
 

 

مقطع فلم | آه

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 02:57 دقیقة​
  • المصدر: الطريق الوحيد في النظام التربوي الديني/ج29

النص:

أنظروا أيها الأحبة فلأقل لكم شيئا؛ في لحظات استماعكم للمحاضرة، سواء أتتحمّلوني أنا المسكين أم يتحدّث إليكم إنسان محترم، أطلقوا سراح قلوبكم. فلعلك ترى قلبك يتأوّه حسرة ويقول: آه كم قد ضيّعت. أو يأنّ قلبك ويقول: كم أودّ لو أبلغ هذه الدرجة!

وكل حياتك هي رهن هذه اللحظات! فلا تقل: ذهبت إلى استماع المحاضرة فشُحنت حماوة في لحظةٍ ثمّ خرجت وبردتُ. فإن الله لا ينسى حالك في تلك الساعة. إن الله مستعدّ لأن يتناسى آلافا من ذنوبك، ويتناسى آلافا من آمالك الخاطئة، ويتناسى آلافا من فسقك وفجورك. ولكنّه ربّ رحيم فيقول: لقد جاء مرّة وقال آه! ليتني كنت أحبّ الله بهذا القدر. فيا ملائكتي نظّموا حياته على حسرته الوحيدة هذه.

اذهبوا وتوسّلوا بأي وسيلة لكي تحضروا في مجلس يستثير في قلوبكم آه حسرة وحسب. ثم ابتهِج وقل ذهبت وزفرت بحسرة احترقت تحسّرت على الماضي تمنيّت الفضائل. يشهد الله أن لو تحسّرت حسرةً ولم تظهر عليك آثارها وتتدهور أوضاعك، تظهر في ذريّتك! يشهد الله أن حسرة راقية واحدة قد تؤثر على من حولك. لعلّك تحاول الفرار من الله كثيرا إلى آخر عمرك، ولكن الله يرفض قائلا: هل تتذكر أنك في أواخر ليالي شهر رمضان تحسّرت حسرة؟! أفهل أسمح لك بالذهاب! لسان حالك سيقول: دعني يا إلهي فقد تحمست هناك لحظة وتأوهت حسرة. فيقول: كلا! إن هذه الحسرة جميلة لي وأنا لن أنساها.

لقد قال النبي(ص): ارتعوا فی ریاض اَلْجَنَّة قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ مَجَالِسُ الذِّكْر. مجلس الذكر. فإنه يذكّرك بالفضائل فتقول فجأة: يا ليتني كنت هكذا!

أيها الإخوة! لقد كان الشهداء ينالون الشهادة هكذا، وأنا كنت أرى ذلك بعيني. في جلسة واحدة كان يشتهي أحدهم شيئا، ويهشّ قلبه إلى ذلك العالم. فيقول الله يا ملائكتي لقد فسح المجال وقال لا بأس بالشهادة! فاشتغلوا عليه. بعد ذلك حتى ولو كان يسحب كلامه ويتراجع، كان الله يستلم بزمام حياته فيدفعه ثم يدفعه ثم يزيده عشقا بعد عشق، حتى يصرخ أن متى تأخذني إليك يا ربّ؟

أتدري متى خرّبت حياتك وفضحت نفسك وكشفت عن حقيقتك. أتذكر في تلك الجلسة قلت: يا ليتني عندما أهوى على الأرض يأتيني الإمام ويضع رأسي على حجره! لقد حسم الأمر هناك! وبدا أن فيك نور!

الرواية تقول إذا أراد الله أن يعمّر حياة عبده يبدأ من نقطة صغيرة من نور.

 

 

تعليق