الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۶/۰۱/۰۸ چاپ
 

مقطع فلم | باسمي أنا!

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 04:51 دقیقة​

النص:

مَن كتب السيناريو؟ مَن سيتقاضى أجرَه؟ أنا الذي صغتُ أغلب أفكاره!.. ما معنى هذا؟! باسم مَن سيسجَّل العمل إذا أُنجِز؟!

جاء عدد كبير من المؤمنين أحدَ أئمة الهدى(ع) يدعونه إلى القيام. عمليّاً المعصوم(ع) ما كان يُعوّل على كثرة المؤمنين بل كان يسألهم عن علاقاتهم فيما بينهم. فلا يكفي أن تحب الإمام الباقر(ع) أو تودّ الإمام الصادق(ع)، المهم: ما طبيعة العلاقات بينكم؟

قالوا له(ع): علاقاتنا وثيقة جداً

ماذا كان ردّ الإمام(ع)؟ قال [ما معناه]: هل يجيء أحدكم بسهولة إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجتَه؟ أي: هل تمدّون أيديكم إلى مال بعضكم البعض دون إذن؟

قالوا: كلا.. أوَيمكن ذلك؟!

قال(ع): أصحاب آخر إمام(عج) سيكونون هكذا! «يَأْتِي الرَّجُلُ إِلَى كِيسِ أَخِيهِ فَيَأْخُذُ حَاجَتَهُ لا يَمْنَعُه»

أحبائي، القضية ليست قضية مال، المال هنا مجرّد رَمز للإيحاء بسهولة قيام العلاقات بينهم. هل يجيء أحدكم بسهولة إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجتَه؟ ماذا قصَد الإمام(ع)؟ سأقول لكم: قصدَ «التنظيمات». كيف؟ أعضاء التنظيم الواحد ينتفعون من ممتلكات بعضهم البعض، فمثلاً أنا أملك قابلية التصميم فآتي بهذه القابلية لأضعها في خدمة باقي الأعضاء. عضو آخر يحوز قدرة النقد فيأتي نقدُه ليكمّل تصميمي. شخص آخر لديه قابلية الدعم والإسناد. إذن فهم يُفيدون من مواهب بعضهم البعض.

لماذا لا تتشكّل التنظيمات؟ لأن كل امرئ يتشبّث بمواهبه دون السماح للآخرين بمشاركته فيها، فيقول: باسم مَن سيسجَّل العمل إذا أُنجِز؟!

ـ باسم التنظيم

يجيب: أنا لا أعمل ضمن تنظيم! لابد أن يُسجَّل باسمي أنا!! أنا.. أنا.. أنا.. فأعمالي وقدراتي ملكٌ لي.

يجلس شخصان أو ثلاثة ليكتبوا سيناريو فيتنازعون آخر المطاف (ليس هنا، بل في كوكب المريخ!!) على أنه: مَن كتب السيناريو؟ من سيتقاضى أجرَه؟ يفكر مع نفسه فيقول: التفتوا إلى أننا لم نكتب السيناريو بالتساوي! «أنا».. أتدرون.. أنا الذي صغتُ أغلب أفكاره!.. ما معنى هذا؟! أصوغ أنا أكثر أفكار السيناريو وأدوّنها وإذا بالأجرة تُقسّم بالتساوي!! في المرة القادمة سأكتبه وحدي! هذا يعني أنك لا تسمح لأخيك أن يمدّ يده إلى كيس قابلياتك! هل يجيء أحدكم بسهولة إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجتَه؟

أقول لكم هذا من باب المثال، إن أصحاب ولي العصر أرواحنا له الفداء تجمعهم هذه العلاقة التنظيمية.

ـ شيخنا، من أين عرفت أن أصحابه(عج) تجمعهم مثل هذه التنظيمات؟

ـ من كلام الإمام الباقر(ع) إذ يقول لأصحابه: إن أحدكم لا يمد يده إلى كيس أخيه. وتعريفي للتنظيم هو: نفر من الناس يمدّ كلٌّ منهم يدَه إلى كيس أخيه، فإن لم يكن كيسَ ماله، فكيس مواهبه وهي أهم من المال. نحن لسنا على استعداد للتشارك والتآزر لنكون أقوياء، بل يريد كل منا أن يقوى بمفرده. فإذا شاهدتم أعداء الدين على مر التاريخ متآزرين، يقومون بأعمال تنظيمية لدفع عجلتهم إلى الأمام، فاعلموا أنه ما لم تحصل هذه المشاركة والتآزر في المعسكر المقابل فسوف لا يتطور العمل.

نحن لسنا على استعداد للتشارك والتآزر لنكون أقوياء، بل يريد كل منا أن يقوى بمفرده

تعليق