الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۶/۰۲/۱۱ چاپ
 

الإمام الحسين(ع) أشد أقسام ديننا حماسا

بناهيان: إن أكثر عباداتنا بدافع الخوف لا الشوق/ كيف نستطيع أن نكون من أهل الشوق؟/ إن عظمة ما قام به الشهداء في كونهم كانوا يجاهدون شوقا
 

  • الزمان: ميلاد الإمام الحسين(ع)/ عام 1435
  • المكان: طهران ـ هيئة ريحانة الحسين
  • A4|A5 :pdf

إن أكثر عباداتنا بدافع الخوف لا الشوق

إن كربلاء وعاشوراء وإن كانت تجسد أعظم مصائب العالم، ولكن أنتجت هذه المصائب العظيمة أروع مظاهر الحبّ والشوق ما لم نجده في باقي أبعاد حياة الإنسان. بجوار أبي عبد اللّه الحسين(ع) تستطيعون أن تبلغوا أعلى درجات العرفان، ولا يمكن نيل هذه الدرجات بسهولة في مكان آخر. ولكن عبر تكوين علاقة روحية مع أبي عبد الله الحسين(ع) يتسنّى لكم أن تعيشوا أجواء معنوية وعرفانية رائعة.

إحدى الدرجات المعنوية العالية هي أن يكون الإنسان قادرا على السير بشوق وحماس، لا بالخوف وحسب. فعلى سبيل المثال عندما يحيي الناس ليالي القدر في المساجد، تدفعهم نوايا الخوف إلى المساجد أكثر من نوايا الشوق. فهم يحيونها مخافة أن لا يغفر الله لهم، ومخافة أن يشملهم العذاب الإلهي، ومخافة أن لا يعتني الله بهم عندما يقدّر مقدرات العام القادم لهم. فأكثر دوافعهم إلى إحياء تلك الليالي هو الخوف. وبشكل عام إن عبادتنا تنطلق من دافع الخوف أكثر من دافع الشوق. ولا شك في لزوم عامل الخوف للمؤمن، كما قال الإمام الصادق(ع) عن المؤمن أن: «لا یُصلِحُهُ إلَا الخَوفُ»[الكافي/ج2/ص71]. ولكن إن لم يصحب هذا الخوفَ شوقٌ، عند ذلك نحرم من أجواء الشوق الراقية ودرجته العالية.

إن تحصيل الشوق ليس بأمر هيّن/كيف نستطيع أن نكون من أهل الشوق؟

لا خلاف في وجوب الجمع بين الخوف والشوق معا ليحافظا على تعادل الإنسان في مشيه، ولكن تحصيل الشوق ليس بأمر هيّن. فكيف نستطيع أن نكون أناسا شَوقيّين ونتحرك بشوق؟ إذا أراد الإنسان أن يبحث عن تجارب الشوق في حياته، لابدّ أن يرجع إلى أيام مراهقته. إذ عادة ما يندفع المراهق إلى هواياته كالموضة وتشجيع الفريق ولعب كرة القدم، بالشوق لا بالخوف. فإن لم يتّجه إليها لم يفقد شيئا، ولكنّه يتابع هذه القضايا بشوق الوصول إلى الهيجانات الجذابة حسب رؤيته. ولكن باقي الأعمال التي يمارسها الإنسان في باقي أيام حياته ما عدا فترة المراهقة، يباشرها بدافع الخوف غالبا؛ من قبيل الخوف من العيلة أو فقدان الاعتبار الاجتماعي، أو المرض أو غيره. يعني أساسا تمرّ حياة الإنسان بدوافع الخوف، ولكن في أيام المراهقة يعيش الإنسان حالات الشوق.

إن عظمة ما قام به الشهداء في كونهم كانوا يجاهدون شوقا

لابدّ أن نرى هل للشوق إلى الله من سبيل إلى حياتنا وهل يمكن لهذا الشوق أن يترك بصمة تأثيره فيها وكيف؟ إن واقع الأمر هو أن الحصول على هذا الشوق أمر عسير جدا. كان لنا في أيام الدفاع المقدس شباب خلّص حيث كانوا يذهبون إلى جبهات القتال دون أي جبر. حتى كان يقال لبعض الشباب: إن لم تأتوا إلى الجبهة لن تدخلوا نارَ جهنّم. طبعا عندما يتعيّن وجوب الجهاد على امرءٍ، ولم يذهب عند ذلك تنتظره نار جهنم، ولكنّ كثيرا من أولئك الذين سارعوا إلى ساحات القتال لم يحضروا فيها خوفا من نار جهنم، بل حضروها شوقا إلى الدرجات العالية التي تنال عبر الجهاد. لماذا جسّد شهداؤنا هذه الملحمة العظيمة التي جعلت كلّ الناس يتواضعون لمقامهم؟ بسبب أنهم ذهبوا وجاهدوا شوقا.

طبعا في مقابل عظمة شهدائنا في أيام الدفاع المقدس، كان هناك بعض الحسّاد العُمي الذين كانوا يجرحون المجاهدين وعوائل الشهداء بكلامهم وطعنات لسانهم. فعلى سبيل المثال عندما كانوا يمرّون من تشييع جنائز الشهداء، كانوا يلمزون عوائلهم، أن «لماذا ألقيتم بأبنائكم إلى التهلكة؟!» وكأنما إن لم يكونوا قد ذهبوا إلى الجبهات، لساد السلام في العالم! في حين أنه كان واضحا وضوح الشمس أن لولا وقوف هؤلاء الشهداء أمام العدو، لهيمن العدو على أراضينا واستباح أعراضنا، كما يجري اليوم في بعض دول المنطقة. إن كلامهم الجارح كان بسبب أنهم لم يكونوا يجرأون على الذهاب إلى الجبهات، لذلك كانوا يحاولون أن يعيّروا المجاهدين الأبطال. وبعد ما انتهت أيام الدفاع المقدس لم يذكر أحد إهانات هؤلاء الجبناء واستهزاءاتهم في أيام الدفاع المقدّس. كما أن هؤلاء الجبناء الذين كانوا يستهزؤون بالمجاهدين ويعيّرونهم لم يعودوا يتكلموا بهذا الأسلوب، بل أصبحوا يحترمون الشهداء. على أيّ حال صحيح أنّ عظمة جهاد الشهداء قد أثار حسد بعض المساكين، إذ كانوا يشعرون بالضعف أمام أولئك الشباب الأبطال، أما اليوم وبعد مضي سنين من تلك الأيام فقد اتضحت عظمة جهاد الشهداء لدى الجميع.

تعليق