الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۶/۰۳/۳۱ چاپ
 

مقطع فلم | من هنا تبدأ قصة الدين

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 06:15 دقیقة

النص:

بسم الله الرحمن الرحيم، كان يا ما كان في قديم الزمان، يُحكى أن الله أرسل نبياً وقال للناس: إني قد فضّلتُه عليكم، فحسَدَه الناس! من هنا تبدأ قصة الدين. كَم هي أصول الدين؟ لا دخل لي.. أيّاً كان عددها، إنْ كانت خمسةً أم خمسين فإنّ أولها هي قصة حسد وليّ الله! حسد وليّ الله

قضيّة توقير أولياء الله أو عدم توقيرهم وحسد أولياء الله أو عدم حسدهم هي أساس قصة البشرية من أول الخلقة حتى الآن. يا رسول الله، إن أقرباءك الحاضرين في الاجتماع الآن لم يؤمن أيٌّ منهم بنبوتك فما الداعي لإصرارك بعد أن لم يصدّقك أحد على أن تضيف إلى كلامك شيئاً آخر فتقول: بل إن عليّاً(ع) مولاكم من بعدي أيضاً؟! لماذا تقحم الناس منذ البداية في امتحان الحَسَد؟ أيُّ سِرّ في الأمر؟!

حسد أولياء الله أساس قصة البشرية من أول الخلقة حتى الآن. وأنتم؟ إلى أين مفرّكم؟ إلى أين ينوي مجتمعكم الفرار من هذا الامتحان المهم، ومحطّ التأكيد، والدائمي؟

ـ هل سنُمتحَن نحن بهذا الامتحان؟

ـ بالتأكيد سنُمتحَن

ـ لكن ما من علي بن أبي طالب (ع) بيننا لنرى إن كنا سنحسده أم لا!

ـ التفتوا، إن القصة أعمق من أن تقولوا: لابد أن يكون ثمة علي بن أبي طالب(ع) لنحسده! يقول تعالى في سورة البقرة، الآية 109: «وَدَّ كَثيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إيمانِكُم كُفَّاراً» لماذا؟ لماذا يريدونكم أن تتخلّوا عن سبيلكم هذه؟

إنك إنْ شاركت في مجلس عزاء كتب أحدهم مقالاً تنديداً بمشاركتك! وإن شدَدتَ الرحال إلى كربلاء حرّر مقالا ينتقد فيه سفرك! كم من الناس يذهبون إلى أنطاليا فلا ترى أحداً يكتب سطراً واحداً ضدهم أما إذا قصدتَ كربلاء استشاط بعضهم غضباً! إن سارَ البعض على الأقدام للسياحة بين جميع مدن تركيا فلا شأن لأحد بهم أما إذا مشى البعض بين النجف وكربلاء امتلأ بعضهم غيظاً! يقول الله تعالى: هؤلاء يحبّون أن تكون الأمور هكذا

ـ لكن لماذا يحبّون ذلك؟ ما دخلهم هم؟

آه..! يُفهم هذا من تتمة الآية: «..حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِم» هؤلاء يُستثار حسدُهم لإيمانكم! وقصة الامتحان بالحسد لا تخص أمير المؤمنين «عليه السلام» فحسب، بل تشمل المؤمنين «عليهم السلام» أيضاً! «مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقّ» الحق واضح بالنسبة لهم، فلماذا يصطدمون معك هكذا؟ «..حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِم»

فماذا نفعل؟.. ما الذي يتعيّن صنعه مع الحُسّاد؟ ماذا صنع النبي(ص)؟.. وما الذي فعله أمير المؤمنين(ع)؟ «فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا».. مُرّوا مرور الكرام.. لا تصطدموا! لكن هل سيزول حسدهم إن صفحتم؟ كلا. وهل سينتهون عن حقدهم إذا عفوتم؟ أبداً. وهل سيواصلون أذاهم؟ أجل. إذن لا مفر.. وإن علينا أن نرضخ للظلم إذن! تحديداً! فقد صرّح أمير المؤمنين(ع) بأنه لم يذُق طعم الراحة مُذ بُعث النبي(ص)!

هل تستشعرون شَرَر الحسد تجاه خط الإمام (الخميني) وأَتْباعِ نهجِه؟ وكيف يسقط في نار الحسد، كلّ حينٍ، تيارٌ أو جماعةٌ أو أفرادٌ جُدُد فيتقلّبون فيها.. ويحترقون.. ويُحرِقون؟ هل ترون ذلك كله؟ ما هي النتيجة الاجتماعية لهذا الحسد؟ هي عدم مقدرتكم علی حيازة السلطة السياسية. لقد اُلقي يوسف في الجُبّ بواسطة إخوته! ولقد قُتِل هابيل على يد أخيه! قل لي ماذا كان سيحصل لو لم يكن ذلك الحسد؟ كان سيبلغ يوسف  السيادة وينقذ الناس من القحط. إذن هل الحسد موضوع أخلاقي أم سياسي؟ انظروا قصة يوسف. إن الله لا يكف عن امتحان عباده وليس من الضروري وجود أمير المؤمنين(ع) بيننا، يكفي وجود المؤمنين بيننا لتعمل نار الحسد على عدم تسلّطهم، مثلما عملت نار الحسد على عدم تصدّي أمير المؤمنين(ع) للسلطة، ومثلما عملت هذه النار على إضعاف سلطته بعد تولّيه لها، فهل ستختفي نار الحسد إذا تسلّم المؤمنون السلطة في عصرنا؟ الحسد بداية قصة تشاهدون نتائجها في السياسة.

تعليق