الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۶/۱۰/۰۹ چاپ
 

مقطع فلم |توقّع الناس من طلاب الحوزة

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 02:49 دقیقة

النص:

 

توقّع الناس من طلاب الحوزة.

للأسف فإن نظرة الكثيرين إلى الدين والمتديّنين وعلماء الدين هي التالي: «إنهم يحاولون أن يُخضعوا مسرّات الناس للرقابة قائلين لهم: حذارِ من أيّ مسرّة محرّمة!» وهذه تهمة مُضحكة حقاً. وهو حتماً تقصيرنا نحن طلابَ الحوزة والمبلّغين الذين لم يوضّحوا الدين للناس جيداً.

ما الإحساس الذي يتولّد لدى معظم الناس إذا رأوا طالبَ حوزة؟ سيتخيّلون أنه يريد التفتيش إنْ كان ثمّة محرّمات. ستخطر ببالهم قائمة من الممنوعات. صحيح، أم لا؟ صحيح؟ بالضبط كنظرتهم إلى شرطي المرور؛ فبمجرد أن يرى السائق الشرطي من بعيد ينظر إلى سرعته.. وهل كل شيء على ما يرام؟ هل يربط حزام الأمان؟ تقفز إلى ذهنه مجموعة من الممنوعات. في حين أنه لا بد أن تكون القضية على العكس تماماً.

لا بد أن نصل مرحلة بحيث إذا شاهد الإنسان طالب حوزة مقبلاً يقول: «وا ويلاه، سيعاتبني حتماً: لماذا لستَ منشرحاً؟! لماذا لستَ مسروراً؟! لماذا سرورك أقل من عشرة أضعاف الناس؟! لماذا لستَ قويّاً؟! لا بد للمرء إذا جلس إلى عالم دين أن يشعر بمنتهى التقصير، ويقول لنفسه: «انظر، هاهنا الابتهاج.. المعنويات.. القدرة.. القوة.. هي ذي.. انظر». هكذا يجب أن يكون التفاعل، لكن المسألة مختلفة تماماً.

المؤشّر الرئيسي للتديُّن هو الابتهاج. ولا أقول هذا الكلام أمامكم فقط يا رفاق، فعلى مدى 10 إلى 15 عاماً كنت أخطب كل سنة عند بدء العام الدراسي الحوزوي - حين كان وقتي يسمح أكثر - في الطلاب المقبلين لتوّهم على الدراسة الحوزوية. كنت أقول لهم: «طيّب، أتيتم لدراسة الدين.. لتكونوا علماء دين. تريدون أن تصبحوا متديّنين ثم تدعوا الناس إلى التديُّن. فما هي أهم صفة يجب أن تتّصفوا بها؟» وكان جواب هؤلاء الشُبّان كل سنة، بلا استثناء، خاطئاً. على أن الجميع كانوا يجيبون أجوبة جيدة؛ فواحد يقول: «العِلم». وآخر: «العمل بالعِلم». وثالث: «الرأفة». فأقول: «كلا، إن أهمّ ما يتوقّع الناس منك هو الابتهاج. إذ سيقولون لك: هل لكَ دين؟ لا نرى أثراً له؟ ما الذي حصلتَ عليه من الدين؟ هل أصبحت مبتهجاً؟ لم تُصبح.. إذن دَعكَ من التّفاهات! أغرُب عنّا!»

ما الذي حصلت عليه؟ المؤشر الرئيسي للتديُّن هو الابتهاج.

تعليق