الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۶/۱۱/۲۱ چاپ
 

 

مقطع فلم | The Truman Show

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 05:12 دقیقة

النص:

عالَم فاتِن للغاية عالَم الإنسان هذا. الإنسان نفسه أجمل مسلسل، نعم الإنسان نفسه.. هناك فيلم سينمائي يستحق الثناء. هو للأسف أجنبي، لكنه فيلم جيّد جداً.. أجل هو "ذَ ترومان شو" (The Truman Show). أنا أثمّن هذا الفيلم جداً. ما هو هذا الفيلم؟.. سأحكي لكم قصته:

قاموا بإنشاء استوديو، بل مدينة كاملة، الجميع فيها ممثّلون، لكن ثمة شاب لا يمثل معهم. نصبوا الكاميرات في جميع نقاط المدينة والمشاهدون في أنحاء العالم يتابعون يومياً أحداث هذا المسلسل. الشخص الوحيد الذي لا يؤدي دوراً فيه هو "ترومان". يقع ترومان في حب فتاة، فيقرّران الزواج، لكن المخرج يشعر أن زواجهما سيفسد خطّته فتهبط جذابية المسلسل، فيقرّر: لا بد أن نفشل هذا الزواج. لكن ترومان إنسان بالنتيجة، يتصرف بحذاقة، وفجأة..! أوه! من ذا الذي يفشل الزواج؟ إنه هذا العجوز، أبوه! ثم يظهر وكأنّه ليس أباه!

ومن هنا يبدأ عنصر الإثارة والتشويق في القصة. يركب زورقاً فيلتفت إلى أن المحيط من حوله غير طبيعي والجميع يمثلون، يبحر ويبحر حتى يرتطم بجدار الاستوديو! هناك يلقي نظرة، فيقول: إذن كل هذا كان فيلماً؟! المدينة التي عشت فيها منذ طفولتي؟! أجل!.. لقد كنت "ترومانَ" المدينة!

أيها السادة، السادة المحترمون، كل واحد منكم هو "ترومان" هذه المدينة! الكل من حولك يمثّلون أدواراً من أجل اختبارك أنت! وقد نُصبَت كاميرات الله في كل مكان، ويوم القيامة سيستغرق عرضُ مسلسلِك أمام حضرتك خمسين ألف سنة!

إذن، لمَن يُعقد هذا المجلس؟ تفضّلوا بالإجابة.. لنا نحن؟!.. آها، لي أنا، نكرر كي يجيب الإخوة جواباً صحيحاً: لمن يُعقد هذا المجلس؟

ـ لي أنا

ـ من هو ترومان؟

ـ أنا

ـ على مَن تركّز كاميرات التصوير؟

ـ عليَّ أنا

ـ إلى مَن يوجّه المحاضر كلامه؟

ـ إليَّ أنا

ـ إذا تفرَّقْنا بعد المجلس فمع أيّ واحد منّا سيذهب الله إلى البيت؟

ـ معي أنا

تقولون: ذهبنا إلى المجلس فشاهدَنا اللهُ..! ليس هناك "نا" أو "نحن" أساساً، فقط "أنا".. كل شيء هو من أجلي أنا!.. كل شيء هو من أجلي. إذا رحل المؤمن عن الدنيا قال لربه: لماذا أتيت بي إلى هنا دون إخباري؟!

فيقول الله: لقد أخبرتُك ثلاث مرات

ـ متى أخبرتَني؟!

ـ المرة الأولى قبل سنتين، أتذْكُر؟ عندما مات جارك؟

ـ آهاا.. الخبر كان لي؟!

ـ أجل، ألم تسمع قصة "ترومان"؟

ـ ومتى كان الخبر الثاني؟

ـ قريبُك، مات السنة الماضية

ـ آها، هذا الثاني كان لي أيضاً؟!

ـ نعم.. ثم شخص آخر مات، أتذكر؟ من أقاربك؟ في السنة الماضية؟

كنتَ، بالمناسبة، قد رأيته حديثاً..

ـ آها، نعم، نعم..

ـ هذه ثلاث مرات، ألا يكفي ثلاث مرات؟!

ـ لكن ذهني..

ـ إلهي، إنه مشوَّش البال، هو بعيد عن هذه المسائل تماماً، هو أصلاً..

ـ هذا غير مقبول، فلقد أخبرناه..

هاكم الحديث، يقول: كلما رأيت تشييع جنازة فتخيّل نفسك في ذلك التابوت، فإذا ردّد المشيّعون: "لا إله إلا الله"، فودّع الجميع! وإذا همّوا بإنزاله في القبر فالتمس الله: إلهي، أرجِعني، أتوسّل إليك، أنا لست مستعداً الآن! فإذا أضجعوه في القبر فقل: الله يقول لك: إذهب، ها أنا أعطيك عمراً جديداً مرة أخرى. إنه حديث! كم ورد التأكيد على حضور الجنازة؟! ولو لخطوات، امش فيها سبع خطوات على الأقل.

ـ وما سر هذه الخطوات السبع؟!

ـ لا شيء، فقط "فكّر" بمقدار سبع خطوات، لا سر في الموضوع.. الأمر واضح.

ـ لكنّي طيلة هذه الخطوات السبع كنت أتحدّث مع صديقي!

أيها السادة المحترمون، كل واحد منكم هو "ترومان" هذه المدينة! الكل من حولك يمثّلون أدواراً من أجل اختبارك أنت! وقد نُصبَت كاميرات الله في كل مكان، ويوم القيامة سيستغرق عرضُ مسلسلِك أمام حضرتك خمسين ألف سنة!

عن الإمام الباقر (عليه السلام): إِذَا كُنْتَ فِي جِنَازَةٍ فَكُنْ كَأَنَّكَ أَنْتَ الْمَحْمُولُ وَ كَأَنَّكَ سَأَلْتَ رَبَّكَ الرَّجْعَةَ إِلَى الدُّنْيَا لِتَعْمَلَ عَمَلَ مَنْ عَاش‏ [الكافي/ج3/ص258]

 

تعليق