الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۸/۰۷/۲۵ چاپ
 

مقطع فلم | ما الذي ننتظره لكي نهتم بالأربعين؟

النص:

ما الذي ننتظره؟! أود أن ألفت انتباه السادة إلى مسألة أنه: لو لم تكن ثمة توصية من الإمام الحسن العسكري(ع)، ثم احتشد الناس بالأربعين حول المقام الطاهر لأبي عبد الله الحسين(ع) بالملايين، وكان هذا الاحتشاد علامة لعز الإسلام ومظهراً لسطوة الأمة الإسلامية، ألَن يتولد لدينا تكليف الذهاب لتقوية هذه السطوة وتدعيم هذه العزة؟ ألَن تُلزِمنا الأربعينية بواجب؟ هل سنستطيع في الأربعين المكوث في بيوتنا؟ البعض لا يُدرَى عن أيّ أمر من الله يفتّش وعن أيّ نمطٍ من الفَهْم يبحث لكي يهتمّ بالأربعين! فلو لم يجعل الإمام الحسن العسكري(ع) زيارة الأربعين علامة للؤمن، ولو لم يكن في المشي لزيارة أبي عبد الله الحسين(ع)، الذي وردَت فيه عشرات الأحاديث الصحيحة - لو لم يكن ثمة حديث واحد أفَلن يكون من واجبنا تأدية دورٍ في هذه المسيرة الأربعينية المهيبة؟ فلنتأمّل قليلاً!.. كيف لم تُثبَّت إلى الآن على الجبين الإيماني للبعض علامة الإيمان، وهي زيارة الأربعين؟! كيف لأمثال هؤلاء أن يصطلحوا مع أنفسهم؟ ما الذي ننتظره لكي نهتم بالأربعين؟! أيَنتظر البعض ظهور الإمام صاحب الزمان(ع) ليعطي أوامره المباشرة للمشي في الأربعين؟! إن الذي لم يفهم كل هذه الإشارات لا يستحق أمراً مباشراً من الإمام، إذ سيتحجّج حينذاك بحُجة أخرى. مَن يحظى في هذه المدرسة بالقُربة هو الذي يفهم الإشارات! لقد جاء في كلام الإمام الصادق(ع) توبيخ لمن تمُرّ عليه ثلاث سنوات دون أن يأتي كربلاء. هذا في زمنٍ كانوا إذا علموا أن الرجل من شيعة أبي عبد الله الحسين(ع) قتلوه. هذا التعبير بلسان الإمام(ع) مليء بالمعاني والإشارات: يقول(ع): «بَلَغَنِي أَنَّ أُنَاساً مِنْ شِيعَتِنَا تَمُرُّ بِهِمُ اَلسَّنَةُ وَاَلسَّنَتَانِ وَأَكْثَرُ.. لاَ يَزُورُونَ اَلْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ(ع)». فقال رجل: «..إِنِّي لَأَعْرِفُ أُنَاساً كَثِيراً بِهَذِهِ اَلصِّفَةِ». ليس أن الإمام الصادق(ع) لا يعلم، بل يعلم أن الكثيرين هم هكذا، لكن كان في كلامه إشارات ومغزى خاص. خلاصة الحديث أنه: ماذا سيجيب هؤلاء رسول الله(ص)؟! وأردف أن التاركين لزيارته ثلاث سنوات متتالية كأنهم (ما معناه) عاقّين لرسول الله(ص)! وقال(ع): «حَقٌّ عَلَی الْفَقِیرِ أَنْ یَأْتِيَ قَبْرَ الْحُسَیْنِ(ع) فِي السَّنَةِ مَرَّةً وَحَقٌّ عَلَی الْغَنِيِّ أَنْ یَأْتِیَهُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَیْنِ». جاء هذا المعنى في أحاديث عدة. وها قد فتحت الأربعينية الباب. إن المرء ليستغرب كيف يجمع البعض المال وينفق على موكبه الخاص في محرم وعاشوراء أما لعزاء أبي عبد الله الحسين الذي يقيمه هو(ع) بمرقده.. في الأربعين، حيث يحضر الجميع فتراه لا ينفق شيئاً. أمرٌ عجيب للغاية! ما الذي ننتظره لكي نهتم بالأربعين؟!

تعليق