الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۹/۰۳/۰۳ چاپ
 

مقطع فلم | إذا تأمّل الناس الظهور فلم يحصل، ألا يخرجون من الدين؟

النص:

يجب أن نزرع في بعضنا البعض الأمل بفرج قريب الوقوع. نسأل الله أن تمهّد هذه الأحداث جميعاً لظهورٍ عاجلٍ للإمام المهدي(عج). لكن الشبهة التي تطرأ هي: لو أننا أمَّلْنا الناس ولم يظهر الإمام(ع) فماذا سيحصل؟ وهذا كلام باطل تماماً. المخاوف من أننا إذا أمَّلنا الناسَ (بالظهور) بشكل منطقي وعقلاني، وبأخذ السُنَن الإلهية الحاكمة على حياة البشر بنظر الاعتبار، ثم تأخَّرَ الظهور، فسيتزعزع دين الناس! هي مخاوف فارغة. ولأذكر أمثلة: يقول الله تعالى في القرآن الكريم: «ادْعُونِي أَستَجِبْ لَكُم»، فنقول نحن: كلا، لا تَعِد الناس بالاستجابة، فقد يدعو شخص فلا يُستجاب لدعوته.. فيخرج من الدين! يقول تعالى: «إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ»، لكن حدثَ أن ذهب البعض إلى الجبهة فاستُشهد.. لَم ينصُره الله، في الظاهر طبعاً! فنقول: إذاً لا صلاح في بيان هذه الآية القرآنية. لا ينبغي - خوفاً من عدم الحصول على نتائج آنية واضحة - أن لا نُنَمّي حُسنَ الظنّ بالله أو نقلّل حُسنَ الظنّ هذا. نزور أصحاب الأمراض المستعصية، مَنَّ الله على المرضى جميعاً، ولا سيّما مرضى الكورونا بالشفاء العاجل، فنقول للمريض: المنطق هو أنك قد تموت، وقد تعيش! - يا هذا، ها هنا ينبغي زرع الأمل، هذه توصية الدين، لا بد من التضرّع، لا ينبغي الغفلة عن الدعاء لحظة، يجب أن نرجو للمريض الشفاء، لا يجوز أن يقول أحد: لماذا تُؤَمِّلهُم عبثاً؟! لا ينبغي لنا التعامل مع الدعاء بما يبثّ خيبة الأمل بسبب دعوات لم تُستجَب. لكن المؤمنين إذا تعاظم أملُهم ولم يأتِ الفرَج تنكسر أفئدتُهم، فيتوجّهون إلى ربهم بأفئدتهم المنكسرة، فيبدأ للتَوّ الدعاء باستغاثة واضطرار. وما أروعه من مشهد! سيّدي، كنا نرجو أن تأتي! سيّدي، كنا نود جدّاً أن يتحقق الفرج في الذكرى الأربعين للثورة! سيّدي، كنا شديدي الأمل بأنْ إذا صرخَ واحد من المظلومين المؤمنين الذين فُصِلتْ رؤوسُهم عن أجسادهم، فإنّك ستظهر! الشهداء الـ200 ألف أو يزيد في المنطقة قاطبة، المضطهدون على مر التاريخ، العلماء جميعاً عبر التاريخ، ساروا بنا فأوصلونا إلى هنا. لربّما.. لربّما لم يبق أمامنا للظهور غير بضع لحظات. حين يكبُر أمل الإنسان سيسعى سعيّاً جادّاً وجهاديّاً.

تعليق