الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۰/۰۵/۱۹ چاپ
 
مقترح عاشورائي خاص

تعالوا نحيي سُنّة إقامة "العزاء في الصحراء" عملًا بتوصية الإمام الباقر(ع)/ الثواب العظيم لإقامة العزاء في الصحراء لمن لا يستطيع الذهاب إلى كربلاء يوم عاشوراء

الهويّة:

  • الزمان: 22/آب/2020
  • الموضوع: الظهور هو ثمرةُ محرَّمٍ عالي المستوى
  • المكان: موكب أحباب الزهراء(س)
  • A4|A5 :pdf

 

تعالوا نهتم بإقامة العزاء في الصحراء اهتمامًا جديًا ونحيي هذه السُنة. الذين سيعيشون هذه التجربة هذا العام لن يتركوها في الأعوام القادمة. بالطبع نحن لا ندعو إلى تعطيل المجالس الحسينية الحماسية في المدن، فلنتوجه إلى الفلوات عصرَ يوم عاشوراء على الأقل لننفذ بعض وصية الإمام الباقر(ع).

 

لو أحيينا محرَّمًا واحدًا على مستوًى عالً ومتكاملًا فسيكون نتيجته "الظهور"

  • ماذا ستكون الآثار والنتائج المترتبة على إحياء محرَّمٍ واحدٍ على مستوى عالٍ؟ لو أننا أحيينا محرمًا واحدًا على أحسن وجه وبشكل كامل، بحيث يعرف الناسُ فيه جميلَ أبي عبد الله الحسين(ع) فستكون ثمرته ظاهرة "الظهور" العظيمة. فعلى خلفية عظمة الإمام الحسين(ع) وعظمة شهادته من ناحية، ومن منطلق أن عرفان جميل الإمام الحسين(ع) وتكريمه هو بهذا المستوى من الجسامة من ناحية أخرى فإن من الطبيعي أن نتوقع الظهور وتغيُّر العالم جراء هذا العرفان لجميل وليّ الله.
  • جاء في حديث في باب العزاء الحسيني وزيارة أبي عبد الله الحسين(ع) من الأجر العظيم ما لا نجد عملًا آخر - تقريبًا - ذُكر له ما يوازي كل هذا الأجر والعظمة. لكن ما نتيجة هذا الأجر والعظمة؟ تصوّروا مثلًا إذا سارت حشود غفيرة من الناس نحو كربلاء في أربعينية الإمام الحسين(ع) فأي ثواب جزيل سيترتب على ذلك! فمن الطبيعي أن يتغير وضع العالم حين يتهيأ فيه كل هذا النور.
  • فإن من العوامل التي تؤدي إلى تعجيل فرج صاحب الزمان(ع) هو تحديدًا هذه الزيارة الأربعينية العظيمة للإمام الحسين(ع). وكذا فإن أحد أسباب الثورة الإسلامية، على حد قول الإمام الراحل(ره)، كانت مجالس العزاء والرثاء الحسينية هذه أيضًا.


نموذج من الآثار العظمى للعزاء يوم عاشوراء في رواية عن الإمام الباقر(ع)

  • ليست قليلة عظمةُ آثار إقامة العزاء على أبي عبد الله الحسين(ع). وأُقدّم لكم هنا أحد نماذج هذه الآثار التي ذُكرت في حديث شريف:
  • عن الإمام الباقر(ع) أنه قال: «مَن زَارَ الحُسَينَ(ع) يَومَ‏ عاشُوراءَ مِنَ المُحَرَّمِ حَتَّى يَظَلَّ عِندَهُ بَاكِيًا لَقِيَ اللهَ تَعالى يَومَ القِيامَةِ بِثَوابِ أَلفَي [أَلفِ] أَلفِ حِجَّةٍ وَأَلفَي [أَلفِ] أَلفِ عُمْرَةٍ وَأَلفَي أَلفِ غَزوَة...» (كامل الزيارات/ ص174-175).
  • فتخيلوا لو احتشد الآلاف أو الملايين من الناس يوم عاشوراء يقيمون العزاء على أبي عبد الله الحسين(ع) واجتمعت أنوارهم جميعًا، فأي أثر سيكون لهذا النور في العالم يا ترى؟! إن من الطبيعي أن يكون ظهور صاحب الزمان(ع) أحد نتائج هذا الأمر. وكذا إن من نتائجه بناء ذوات هؤلاء الناس فردًا فردًا ورُقِيّ أحوالهم الروحية والشخصية.
  • جاء في تتمة الرواية أن أحد الحضور لما سمع عظمة ما خُصَّت به زيارة أبي عبد الله الحسين(ع) يوم عاشوراء من الثواب الجزيل سأل الإمام: فماذا يصنع من يسكن في بلاد بعيدة ولا يمكنه في محرم أو يوم عاشوراء الذهاب إلى كربلاء؟ «قَالَ: قُلْتُ: جُعِلتُ فِدَاكَ، فَمَا لِمَن كَانَ فِي بُعدِ البِلادِ وَأَقَاصِيها وَلَم يُمْكِنْهُ المَصِيرُ [المَسِيرُ] إِلَيهِ في ذَلِكَ اليَومِ؟ قَالَ(ع): إِذا كانَ ذَلِكَ اليَومُ بَرَزَ إِلى الصَّحراءِ أَو صَعِدَ سَطحًا مُرتَفِعًا في دَارِه وَأَومَأَ إِلَيهِ بِالسَّلام‏» (المصدر نفسه).

 

الإمام الباقر(ع): من لا يستطيع يوم عاشوراء الذهاب إلى كربلاء فليتوجه إلى "الصحراء" ويقيم العزاء

  • يقول الإمام(ع): إذا كان يوم عاشوراء ولم يستطع الشخص الذهاب إلى كربلاء فليخرج  إلى الصحراء أو يصعد إلى سطح داره ثم يشير من هناك إلى الإمام الحسين(ع) ويسلّم عليه.
  • الأوضاع التي طرأت هذا العام بسبب جائحة كورونا، وإن كانت غير محبَّذة، هي من الألطاف الإلهية الخفية؛ حيث هناك حظر على إقامة العزاء في الأماكن المغلقة والمسقفة أو تضييق من هذه الناحية وهذا – بالمناسبة – جيد جدًّا من بعض الجهات.
  • فإن من السنن التي كانت جارية في الماضي والتي حكاها الأقدمون، لكنها أُهملت في الوقت الحاضر ويتحتم علينا إحياؤها، هي ممارسة العزاء في الصحاري. فلنتوجه إلى الفضاءات المفتوحة ونقيم العزاء هناك. فإن اجتمع – مثلًا - ألف شخص أو أكثر في مكان مفتوح، مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وأقاموا العزاء كان لهذا الاجتماع آثار روحية عظيمة وثمار معنوية مميزة.
  • فليضع الناس رموز العزاء والأعلام السود هذه من حولهم في البيداء، ولا شك أن تكلفة وضع السواد في البوادي أقل بكثير مما هي في المدن.
  • يقول الإمام(ع) في تتمة الرواية: «...بَرَزَ إِلَى الصَّحراءِ أَو صَعِدَ سَطحًا مُرتَفِعًا فِي دَارِهِ وَأَومَأَ إِلَيهِ بِالسَّلامِ، واجتَهَدَ عَلَى قَاتِلِهِ بِالدُّعاءِ، وَصَلَّى بَعدَهُ رَكعَتَيْنِ يَفعَلُ ذَلِكَ فِي صَدرِ النَّهَارِ قَبلَ الزَّوَالِ، ثُمَّ لْيَندُبِ الحُسَينَ(ع) وَيَبكيهِ، وَيَأمُرُ مَن في دارِهِ بِالبُكاءِ عَلَيهِ، وَيُقيمُ في دارِهِ مُصيبَتَهُ بِإِظهارِ الجَزَعِ عَلَيهِ، وَيَتَلاقَونَ بِالبُكاءِ بَعضُهُم بَعضًا في البُيُوتِ وَليُعَزِّ بَعضُهُم بَعضًا بِمُصابِ الحُسَينِ(ع)» (المصدر نفسه/ ص175)‏.


العزاء في الصحراء استذكارًا لأطفال الحسين(ع)...

  • فلنستغل هذ الفرصة التي طرأت بسبب الجائحة، حيث يقال لنا بصراحة: "يمكنكم إقامة العزاء في الأماكن المفتوحة غير المسقفة" – فلنستغلها للعمل بتوصية الإمام الباقر(ع) ولنقصد الصحاري لإقامة المصيبة.
  • إن مما يدعوني إلى الإصرار على هذا الأمر والقول: "إنه يخلق أجواء رائعة" هو ما علِق في ذهني من تجارب أيام الدفاع المقدس من إقامة العزاء في الفلوات. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى إن هذا المشهد يستعيد أجواء كربلاء بكل قوة؛ لاحظوا أن أطفال أبي عبد الله الحسين(ع) يوم الطف كانوا يفترشون التراب أيضًا... فاصطحب أنت أيضًا زوجتك وأطفالك إلى البيداء وافترشوا التراب استذكارًا لأطفال الحسين(ع). على أنكم تقيمون العزاء لسويعات ثم تعودون إلى منازلكم، أما أطفال الحسين(ع) فقد أَسكَنُوهُم الصحاري...!


تعالوا هذا العام نحيي سُنة "إقامة العزاء في الصحاري"

  • إن محاكاة الوضع الذي كان عليه أهل البيت(ع) في صحراء كربلاء يخلق في الإنسان حالًا مدهشة. فتعالوا هذا العام نحيي سنة إقامة العزاء في الصحاري. اعملوا بالطريقة التي قالها الإمام الباقر(ع) ولاحظوا أي أثر تتركه على باطن الإنسان.
  • فإن لم يستطع المرء التوجه إلى الصحراء، ولم يقدر على المشاركة في هذه المجالس أيضًا فماذا تراه يصنع؟ يقول الإمام(ع): اجعلوا سطوح منازلكم مواكبَ عزاء، عَلَّ هذا العمل يستعيد لحظاتِ صعود العقيلة زينب(س) على التل الزينبي...!
  • تعالوا نهتم بإقامة العزاء في الصحراء اهتمامًا جديًا ونحيي هذه السُنة. الذين سيعيشون هذه التجربة هذا العام لن يتركوها في الأعوام القادمة. بالطبع نحن لا ندعو إلى تعطيل المجالس الحسينية الحماسية في المدن، فلنتوجه إلى البوادي عصرَ يوم عاشوراء على الأقل لننفذ بعض وصية الإمام الباقر(ع). فلنقصد الفلوات ونجلس هناك لمُصاب أبي عبد الله الحسين(ع). فلا نتوقفنّ عن العزاء – كما هو التقليد الجاري في الوقت الحاضر – بحلول ظُهر يوم عاشوراء، فإن الإمام الحسين(ع) قد استشهد عصرَ يوم عاشوراء، وإن القوم قد أغاروا على المخيم عند المغيب من ذلك اليوم...
     

تعليق