الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۹/۱۲/۱۰ چاپ
 

مقطع فلم | دعني أصُب الماء على يدك!

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 04:54 دقیقة

النص:

«مَن تَواضَعَ فِي الدُنيا لإِخوانِهِ فَهُوَ عِندَ اللهِ مِنَ الصِّدِّيقينَ، وَمِن شيعَةِ عَلِيِّ بنِ أَبي طالِبٍ(ع) حَقًّا» هؤلاء هم الشيعة الحقيقيون! هذه الرواية يرويها الإمام الحسن العسكري(ع) يريد أن يَعهَد بشيعته إلى عصر الغيبة، حيث لا إمامَ معصوم حاضرٌ بينهم بشكل مباشر. انظر إلى نصائحه لهم. يقول: «وَلَقَد وَرَدَ [دَخَلَ] عَلَى أَمِيرِ المُؤمِنينَ(ع) أَخَوَانِ لَهُ مُؤْمِنَانِ: أَبٌ وَابْنٌ فَقامَ إِلَيهِمَا... وَأَجلَسَهُما... ثُمَّ أَمَرَ بِطَعامٍ، فَأُحضِر...» وكان قنبَرُ موجودًا أيضًا يَخدُم. «فَأَكَلا مِنهُ، ثُمَّ جاءَ قَنبَرٌ بِطَسْتٍ» وهو ما نُسمّيه طشتًا «وَإِبريقِ خَشَب»؛ فإنّ من عادة القدماء، إكرامًا للضيف، صَبَّ الماء على يده وهو على المائدة إذ كانوا يأكلون بالأيدي. «فَوَثَبَ أَميرُ المُؤمِنينَ(ع) فَأَخَذَ الإِبريق‏»؛ بمجرّد أن رأى(ع) قنبرَ قادمًا بالإبريق قفزَ من مكانه وأخذ الإبريق لئلا يصُبَّ قنبرُ «لِيَصُبَّ [هو] عَلى يَدِ الرَّجُل». وكان الضيف مؤدَّبًا: «فَتَمَرَّغَ الرَّجُلُ في التُّراب وَقالَ: يَا أَميرَ المُؤمِنين، اللهُ يَرانِي وَأَنتَ تَصُبُّ عَلى يَدِي؟!» فقال(ع): «اقعُد، وَاغْسِل يَدَك فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَراكَ وَأَخُوكَ الَّذي لا يَتَمَيَّزُ مِنكَ وَلا يَتَفَضَّلُ عَلَيكَ يَخدُمُك»‏؛ الله يرى أخاك (أنا)، الذي لا أفضَلِيَّة له عليك أبدًا، يخدمك، فما المشكلة؟! هكذا هم هؤلاء.. إمامُ الأئمة هو هكذا!.. «فَقَعَدَ الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ(ع)‏»، والآن يريد الإمام(ع) أن يصُبَّ الماء على يده، وهذه الرواية هدية مميَّزة من الإمام الحسن العسكري(ع) لكم. الآن يريد أمير المؤمنين(ع) صَبَّ الماء على يده والرجل يغسل يديه. الرجل تمرّغ رافضًا، والإمام سأله أن يقعُد لأنه يريد ثواب ذلك، فلا بأس. قال الإمام(ع) قبل صَبّ الماء: «أَقسَمتُ عَلَيكَ بِعَظيمِ حَقِّي الَّذِي عَرَفتَه». قال(ع): أُقسم عليك.. بماذا؟ بحق الإمامة التي تُقِرّها لي ولأجلها تواضعتَ.. أُقسم عليك.. - لأي شيءٍ تُقسم عليه يا سيدي يا أمير المؤمنين؟! «لَمَّا غَسَلتَ مُطمَئِنًّا كَما كُنتَ تَغسِلُ لَو كانَ الصَّابُّ عَلَيكَ قَنبَرًا»؛ أي: اغسل يدك مرتاحَ البال كما لو أنّ قنبرًا هو الذي يصب الماء! أُقسم عليك... لقد تواضعتَ إذ قلتَ: يا أمير المؤمنين، كيف تصب أنت... إذن تَعرِف حقي.. وأنا أقسم عليك بهذا الحق.. كن مُطْمَئنًّا، ودَعني أصُبّ الماء على يدك! وكأن الرجل استحيَى فغسل يدَه قليلًا ليكون قد امتثلَ أمر الإمام فيقول له أمير المؤمنين(ع): تخيّل أنّ قنبرًا هو الذي يصب الماء.. اجلس مطْمئنًّا، ودعني أُنجِز مهمّتي. فماذا قالَ الإمام الحسن العسكري(ع) هنا؟ قال: «فَمَنِ اتَّبَعَ عَلِيًّا(ع) عَلى ذلِكَ فَهُوَ الشّيعِيُّ حَقًّا». اللهم وفّقنا لخدمة إخواننا المؤمنين.

تعليق