الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۰/۰۸/۱۲ چاپ
 

مقطع فلم | احرص على أن لا تتعود الحالَ السيئة

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 05:55 دقیقة

النص:

يتنازل الناس بكل سخاء عن حالهم الجيدة وكأنه مُمتلَك غيرُ ذي قيمة عندهم. وحتى لو قلت له: يا هذا، أنت تُفسد حالَك! يقول: هو خاصَّتي، ما شأنك أنت؟! إنها حالي، افرِضْ أنّي حطّمتُها، ما دخلك أنت؟! ماذا حصل فصرنا كرماء إلى هذا الحد في التفريط بالحال الجيدة؟ ماذا حصل فأصبحنا في قمة اللامبالاة في اكتساب الحال الحَسَنة؟ لا بد من الوقوف بوجه الحال السيئة، يجب اجتنابها بوصفها وضعًا خطيرًا، لا يجوز الجلووووس بانتظار اضمحلال جذور الحال السيئة وزوالها تلقائيًا، لا يجوز الجلووووس حتى تنبت جذور الحال الجيدة لكي تَحسُن حالُ الشخص، لا يجوز الجلووووس حتى يتغير الواقع القائم من حولنا لكي تستقيم حالُنا. فعلى الرغم من كل الأسباب الداخلية والخارجية للحال السيئة يجب محاربتها، والإنسان قادر على ذلك. وعلى الرغم من جميع العوامل التي تعيق تحسُّن حال الإنسان، العوامل الداخلية أو الخارجية، يجب أن يكتسب المرء الحال الجيدة. تعوُّد الحالِ السيئة نفسُه هو أسوأ بكثير من أي شيء آخر لدرجة أن الشخص لا يعود قادرًا على التخلص منها؛ فلربما أراد الله مرّةً تهيئة ظروف خارجية لتحسين حالِه فيذهب هو للتفتيش عما يُفسد حالَه! وقد ثبت هذا في علم النفس الفسيولوجي أيضًا من أنّ لبُنية دماغ الإنسان نشاطًا ما، فإن اعتاد المرء هذا النشاط؛ كأن يعتاد فكرةً سلبية أو يعتاد الحزن على المستوى الذهني ثم تترُكُه.. ولأنه أروح للدماغ أن يكرّر النشاط الذي مارسه مرارًا تراه يسير في الطريق نفسها تلقائيًا، ولا يستطيع إلا التفكير السلبي والحزن والنظَر بسلبية إلى الأمور، بل تتشوّه بنيتُه الفسيولوجية بحيث لا تستطيع تحسين حاله، فقد تعوّد دماغُه وانتهى الأمر، ولا يمكن إصلاح هذا الدماغ ببساطة بعملية جراحية. أحيانًا يضطر أطباء النفس إلى وَصف أقراص لهذا المريض، بل وأن يُوقِفوا عملَ جزء من الدماغ إن استطاعوا لتخليصه من هذه المعضلة. ليس الأمر بيده، إنه لا يَصلُح بالنصيحة والموعظة وأمثالهما، فلقد تعوّد دماغُه على الحال السيئة. فإن اعتاد المرء على سوء الحال فلن يلتفت ببساطة إلى أن حاله سيئة؛ يقول: أمرٌ طبيعي، أَوَيختلف الباقون عنّي؟! حتى الباقين سيظنهم هكذا! من الأمور المهمة جدًّا هي أن لا يُخبر المرءُ الآخرين بحاله السيئة. عجيب جدًا! إذا ساءت حالُ المرء فلا ينبغي البوح بذلك. التنفيس عن النفس، خصوصًا إذا عكسَ حالَ الإنسان السيئة، قبيح للغاية. من ناحية أخرى الحالُ الحَسَنة يجب أن يتكلم بها الشخص، «هذا مِنْ فَضلِ رَبِّي»، عليه أن يشكر، ويُظهِر نعمة الله عليه. الكشف عن الحال السيئة كأنّه يُفسِد حال الآخرين، إنه يسهّل عليهم تدهور حالهم، ويزيل قُبحَ سوء الحال عندهم، بل إن الذي يُخبر عن حاله السيئة، حتى وإن كان مريضًا في جسمه، وكأنّ الله يستاء من هذا الفعل. ففي الحديث (ما مضمونه) إذا تجرع الشخص الأوجاع الليل كله لكن لم يدَع أحدًا يسمع أنينه... يثيبه الله ثوابًا جزيلًا، مع أن من حق المريض أن يقول: آخ، آه.. رجلي تؤلمني، آهٍ بطني، سِنّي يؤلمني.. فالوجع يسبّب الجزع. لكن يقال: حتى هذا إن لم يفعله أفضل. علينا أن نحرص على حالنا، نحن بحاجة إلى الحال الجيدة أكثر مما نتصور. لا بد من الوقوف بوجه الحال السيئة، يجب اجتنابها بوصفها وضعًا خطيرًا.

تعليق