الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۹/۱۱/۱۰ چاپ
 

فسيلة الولاء في مناخ الأسرة  (المحاضرة3)

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الأولى من المحرّم في مهدية طهران محاضرات تحت عنوان «فسيلة الولاء في مناخ الأسرة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الثالثة:

  • الزمان: شهر المحرّم 1433
  • المكان: مهديّة طهران
  • A4|A5 :pdf

ما نفعل لكي يصبح أولادنا ولائيّين؟

  • يسأل كثيرون: ما نفعل لكي يصبح أولادنا ناجحين موفّقين أطباء ومهندسين و... ولكننا لا نصبو إلى هذا الهدف. نحن نتساءل ماذا نفعل لكي يصبح أولادنا ولائيّين. تربية الأولاد ليست بأمر عسير، ولكن بشرط أن نسلك طريقها وقد دلّنا أهل البيت(ع) على الطريق إذ وصّونا بتأديب أولادنا على حبّهم؛ «أَدِّبُوا أَوْلَادَكُمْ عَلَى حُبِّ عَلِيٍّ» [من لا يحضره الفقيه/ج3/ص493] وكذلك روي عن رسول الله(ص) أنه قال: «أدِّبوا أولادَکُم على ثَلاثِ خِصالٍ: حُبِّ نَبیِّکُم، وحُبِّ أهلِ بَیتِهِ، و قِراءةِ القرآنِ» [ميزان الحكمة/ح22721]

وفق ما بيّنه القرءان، کان النزاع الرئيس في حياة البشر، على الولاية

  • النزاع الرئيس في حياة البشر، إنما كان على الولاية. لقد عرض الله في مطلع مسلسل خلق الإنسان، قصّة مهمّة لكي يلتفت الجميع إلى مدى أهمّية موضوع الولاية. قصّة تمرّد إبليس عن السجود لآدم تحكي عن أن إبليس لم يقدر على تقبّل ولاية آدم وأفضليّته، فطُرِد من جوار ربّه. واستمرّ هذا الموضوع ذاته منذ بدء حياة الإنسان إلى يومنا هذا، فبعد مبعث أنبياء الله وأوليائه إلى أبناء البشر ترى كثيرا منهم يتمرّد عن قبول ولايتهم مما يدلّ جيّدا على أن أصل قصّة حياة البشر، هو حول الولاية وكل شيء رهن الولاء. لم يُرسَل نبيّ إلا وقد وجبت طاعته وولايته؛ (وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِیُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ) [النساء/64] وإن جميع قصص الأنبياء في القرءان تبيّن بكل صراحة أن مشكلة البشر مع دعوى الأنبياء، في أفضليّتهم وولايتهم؛ (وَ لَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَکُمْ إِنَّکُمْ إِذاً لَخاسِرُون‏) [المؤمنون/34] وكذلك (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذینَ کَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یُریدُ أَنْ یَتَفَضَّلَ عَلَیْکُمْ [المؤمنون/24]

إنما تتكوّن جذور ولاء الإنسان في الأسرة

  • بعد ما عرفنا أن أصل قصة حياة الإنسان حول الولاء، يرد هذا السؤال وهو من أين نبدأ بالولاء وأين نتعلّمها ونتمرّن عليها؟ علينا بالأسرة وأن نبدأ بالولاء منها. لأن جذور الولاء إنما تتكوّن في الأسرة وتنمو فيها. أما في البيئات الأخرى فلا يمكن القيام بفعلٍ كثيرٍ لتوطينِ الأولاد على الولاية. لا يصلح مكان لتربية الإنسان ولائيًّا كالبيت والأسرة. ولقد عرف أعداء البشريّة هذه القضيّة المهمّة جيّدا، بينما نحن وللأسف الشديد ما زلنا لم نشعر بها.

كيف استطاع الصهاينة أن يخضعوا الشعوب تحت هيمنتهم؟

  • شعر الصهاينة منذ سنين إلى مدى أهمية ولاء الإنسان وإلى دور الأسرة الحاسم في بناء عناصر ولائيين وهم الآن يشتغلون في هذا الملف. إذا ألقيتم نظرة إلى بروتوكولات حكماء صهيون، ستجدون أنهم ومن أجل الهيمنة إلى المجتمع البشري قد تفطّنوا إلى هذا المبدأ وهو ضرورة اجتثاث جذور الولاية في الأسرة. فقد قالوا: «من أجل أن لا يطاع إمام أو قائد في مجتمع ما، فلابد من القضاء على اتباع الأولاد للأبوين». لقد عرفوا هذه الحقيقة جيدا وهي أنه إذا ما أطيع قائد في مجتمع ما، فإن ذاك المجتمع سوف يقوى. فمن أجل أن يصبح المجتمع عصيّا على الاتباع، فلابدّ من تيبيس جذور هذا الاتباع في البيت والأسرة.
  • يقول الصهاينة في بروتوكولاتهم: لابدّ أن نعكّر صفو العلاقة بين الزوجين لكي لا يتّبع الأولادُ آباءهم ومن ثم بعد ما ينزلون إلى المجتمع لن يتّبعوا قائدا ولا إماما. عبر هذا الأسلوب الشيطاني والبئيس استطاعت شرذمة قليلة لا تتعدّى الـ 1% من سكّان الأرض أن تهيمن على الأكثرية البالغة 99%. لقد طعنوا بالعوائل طعنات بحيث تمكنوا من إلحاق أي طعنة شاءوها بالمجتمع.

لابدّ أن نفتّش عن أسباب خنوع المجتمع للظلم، في عوائل ذلك المجتمع

  • الأسرة هدف مهم للصهاينة لأن سبيل هيمنتهم الظالمة يمرّ عبر هدم كيان العوائل. إذا سألتم الصهاينة عن السبيل إلى تسخير مجتمع ما وإخضاعه تحت هيمنتنا، سيقولون: «بادروا بأسرهم!» الولد الذي لا يحترم والديه ولا يمتثل لأوامرهم، فإنه إذا نزل إلى المجتمع، لن يتّبع قائد ذاك المجتمع. وهكذا إذا زالت قيمة اتباع القائد في مجتمع ما، وفقدت الطاعة مصداقيّتها فإن مثل هذا المجتمع سيضعف جدّا ويصبح هيّنا على أعدائه ولن يكون عصيّا على استعباده والهيمنة عليه، حتى ولو كان متطوّرا بحسب الظاهر كبعض المجتمعات الغربية. إذ قد أصبح أفراد تلك المجتمعات عبيدا وخدمًا أثرياء لشرذمة قليلة باسم الصهاينة. إذن لابد أن نفتّش عن أسباب خنوع المتجمع للظلم في عوائل ذاك المجتمع.

إنما تتحقّق مقدّمات الظهور في العوائل

  • إنما تتحقّق مقدمات ظهور الإمام المهدي المنتظر(عج) في العوائل وتتبلور أرضية ظهوره في العوائل أيضا. إذا تمّ الولاء في أسرنا، وترعرع أولادنا في بيئة الأسرة ولائيّين، تتوفّر الأرضية لظهور الإمام إن شاء الله.

تعليق