الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۱/۰۹/۱۹ چاپ
 

 

 

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 04:18دقیقة

النص:

إحدى طرُق تربية الجيل الجديد هي أن تخبره بإيجابيّاته الأبوان أحيانًا يغفلان وهذه الغفلة خطيرة إنّها جريمة كُبرى بحقّ الطفل! يغفلان عن إخبار الطفل بحسناته: "أنّك تملك هذه الحسنات"، وبالتفصيل، لا أن يقولا له عمومًا: "إنّك مدهش". ما إنْ ترى في الطفل صفة جيّدة، فشجِّعه بالطبع لدينا تشجيع خاطئ وتشجيع سليم التشجيع الخاطئ هو الذي يجعل الطفل يتوقّف فيوَدّ تكرار هذا السلوك لكي يتلقّى التشجيع ذاتَه أما التشجيع السليم فهو.. الذي يريح الطفل من التوتّر، والاضطراب، والشعور بالدونيّة ويمنحه حافزًا للتقدّم للأمام كما لو شجّعتَه على المشاركة في مباراة إنْ لم يشارك طفلُك في المباراة.. وخافَ من الخسارة، فشجّعه على المشاركة، هذا التشجيع لا بأس به لماذا؟ لأنّه يضعه أمام تَحَدٍّ، يدفعه إلى تحرُّك، يُرغِمه على الاشتباك مع المُعَوِّقات مثلُ هذا التشجيع لا يخلُق غرورًا، بل يثير تحمُّسًا أمّا التشجيع المُخرِّب فهو أن تقول له مثلًا: "أنت أكبر من هذا، يُخطئون إنْ تَسابقوا معك، لا حاجة لمشاركتك في السباق!" فتعزِّز فيه الخوفَ من السباق ومن الخسارة، بحُجَج واهية ماذا يفعل الأبوان فيظلمان أولادهما؟ يخشون سوء تصرّفهم فيُكثِرون من نُصحِهم، ومن وَعظِهم والأسوأ من الوعظ، يظَلّون يلومونهم.. يظَلّون يُوَبّخونهم فيظنّ الطفل.. أنْ ليس فيه إلّا السلبيّات والقصور وكلّما رأى أبوَيه تذكّرَ المَلامَة والتوبيخ والنُصْح! إنّك لو عشتَ مع عارفٍ كاملٍ، وَلِيٍّ لله، مُطّلِعٍ على كلّ شيء لتبسَّمَ في وجهك أكثر الأحيان تقريبًا ولما عابَكَ بشيء! أوَيُخبِرك بعيوبك بهذه البساطة، حتّى لو ألحَحْتَ عليه؟! إنّهم يأبَون إخبارَك بها! الرّاقون لا يُكثِرون من نُصْح مَن حولَهم، لا يكتُمون أنفاس الآخرين البعض كَبُر في عوائل نجيبة.. عوائل كريمة.. قد تكون فقيرة.. أو ليس لها مركز اجتماعيّ مرموق لكنّها تربّي أولادًا في منتهى الوقار ما هي الركيزة الأساسية لتربيةِ طفلٍ رصين؟ هي تذكيره بإيجابيّاته فتحصل للطفل معرفةٌ إيجابيّة بذاته ثمّ ماذا يحصل؟ لن يبيعَ نفسَه بثمن بَخس! لن يقول: حالي تعيسة على كل حال، وفي أسوأ الاحتمالات ستصبح أتعس فما المشكلة؟! الأبوان اللذان يُكثِران من نصيحة أولادهما يُنشِئان أولادهما فاسدين الأبوان أحيانًا يغفلان وهذه الغفلة خطيرة إنّها جريمة كُبرى بحقّ الطفل! يغفلان عن إخبار الطفل بحسناته: "أنّك تملك هذه الحسنات"، وبالتفصيل، لا أن يقولا له عمومًا: "إنّك مدهش".

تعليق