الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۰۱/۱۲/۰۹ چاپ
 

ما هي أطروحة الله لجعل الإنسان متحمّلًا للمسؤوليّة؟...

  • انتاج: موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 03:44 دقیقة

النص:

تحمُّل المسؤوليّة مهارةٌ تمنح صاحبها الاستقلاليّة والعزّة ما معنى تحمّل المسؤوليّة؟ يعني أن يلتزم الشخص مع نفسه بإنجاز العمل العازِم على إنجازه بإبداع، وعن معرفة، وبجهوده هو لا تحت وطأة الضغوط والرقابة من الخارج لا بدّ من رفع مستوى الشعور بالمسؤوليّة عند الفرد وعند الأطفال في المدرسة أيضًا وما الذي ينبغي صنعه لرفع مستوى الشعور بالمسؤوليّة؟ إليكم يا أصدقائي إحدى أطروحات الدين العامّة لتحمّل المسؤوليّة "لكي تكون شخصًا مسؤولًا"، الله يخاطبك يقول: "سأُسائِلك عن كلّ فعل تفعله" - "تستجوبني؟" – أجل - حسنٌ، استجوبني، ما البأس؟! - لكنّي لن أستجوبك فحسب! بل سأُثيبك وأعاقبك، وبشدّة! - عجبًا! إذن أنتَ تُجبرني! تريد مراقبتي؟! لكن سأختنق هكذا! - كلّا، استجوابُك سأجعله يوم القيامة، لا يُدرَى متى ثمّ لن أكشف لك شيئًا منه لتخاف الخوف الذي يُداخلك من عينيك فإن خفتَ فستكون خفتَ بعقلك - وما ثوابي؟ - هذا أيضًا لن أذيقك منه شيئًا! يوم القيامة سأُسائِلك.. ابتعدتُ عنك.. الآن أُطْلِعُك وحسب!  - لكن ألا يمكن يا ربِّ أن تُلغي استجوابي وإثابتي ومعاقبتي بالمرّة؟! أنا أعلم يا ربِّ..  أنّ هذا الاستجواب الذي أعدَدتَه لي  يحفّزني، يجعلني متحمّلًا للمسؤوليّة قليلًا ولأنّك لم تجعل استجوابي فوريًّا فقد حفظتَ استقلاليّتي لا بأس، شيءٌ رائع لكن لديّ طلب صغير يا ربّ.. أيُمكن أن لا تستجوبني أصلًا؟ - أنا أودّ أن أجيب نيابةً عن الله، عذرًا ربّي! يقول الله: لا مانع لديّ أن لا أضغط عليك بهذا المقدار من أجل تحمّل المسؤولّية  لكن لو أعفيتُك من هذا الضغط القليل أيضًا فسيَستَعبِدك الآخرون! فماذا عساكَ تصنع حينها؟! فلكي لا تكون سائبًا طليقًا، فتُكَبّلك نزواتُك الضحلة، ولكي لا تكون عبدًا لرغبات غُرَمائك التافهة  ألا يتعيّن عليَّ أن أحفظك؟! ألا يتحتّم عليَّ أن أنتشلك من براثِن الآخرين؟ خلقتُ الجنّة والنار لأُؤَثِّر عليك قليلًا  وللإنصاف، تراني لا أضغط عليك  تسلُك أبعدَ السلوكيّات عن الدين فلا أقتلك ولا ألتهمك!  أي إنّ العالم يسير بهذا النحو  بل لعلّك تنتعش أيضًا  لكن لو لم أفعل هذا كنتَ ستتسيَّب جدًّا  أوّلًا، كنتَ ستقع فريسةً للذئاب  ثانيًا - عذرًا! أقولُ هذا لأنّك سألتَني - كنتَ ستصبح أنتَ ذئبًا! بل أنا أُخبِر بهذا، فيتحوّلَ البعض إلى ذئاب، أو يصير عبدًا لها! يُقسِم الله بنفسه مرّتين! وهو من نوادر القسم في القرآن «فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ؛(حجر92)»  «فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعين» (الحِجْر/ 92) قسمًا بربّك يا محمّد إنّي سأُسائِلهم يوم القيامة! وأيضًا: «تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُون» (النحل/ 56) والله سأستجوبهم على كلّ ما افترَوه وعن أعمالهم المُشينة كافّة! المُساءَلة، المُساءَلة! أحَقًّا سنُسأَل؟! ما هي أطروحة الله  لجعل الإنسان متحمّلًا للمسؤوليّة؟ أُفقٌ أبَديّ، في منتهى العظمة وغايةٍ في الإثارة.. مَهولٌ جدًّا في ناره، قِمّةٌ في الروعة في جنّته  أعَدَّه لنا خلفَ ستار الغيب! يقول: "سأستوجبك" وهذا يجعلك تضبط نفسك  فلا تصير ذئبًا، ولا حَمْلًا فتلتهمك الذئاب المُساءَلة، المُساءَلة! أحَقًّا سنُسأَل؟!

تعليق