الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۴/۱۱/۲۷ چاپ
 

مقطع فلم | المُنكَر المحبوب

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة : 03:19 دقیقة
  • المصدر: شرح خطبة المتقين في نهج البلاغة/ الجلسة 10
  • 03:19 دقیقة | تنزیل بجودة رديئة (9MB) | تنزیل بجودة عالية (24MB) 
  • مشاهدة في: یوتیوب

نصّ الفلم:

تتصلّب آمالنا على بعض القمم، بحيث لم نعد نستطيع أن نرى ما بعد هذه القمم

ولا نستطيع أن نرى هذا الجانب منها

ولا ذلك الجانب منها

هذا أحد المنكرات التي يعتبرها الجميع معروفا.

من أطال آماله في هذه الدنيا ستصبح هذه منطلقا لفساد قلبه

ولا يحصل على شيء من الفضائل القادمة.

طبعا لا بأس بتدبير الإنسان وتخطيطه لدنياه

ولكن بدون تعلّق!

فإن أحد أنواع التعلقات التي تخترق قلب الإنسان بكلّ خفاء، وتبرّر نفسها كثيرا، هي هذه الآمال الطويلة.

نحن لا نستطيع أن نحدّد مستقبلنا عبر الآمال الطويلة،

ولا سيّما إذا تعلّق قلبنا بالمستقبل الذي نتخيّله.

فإن تعلّق قلبنا بهذا المستقبل يتحوّل إلى أمل.

هناك فرق كثير بين البرمجة والأمل

برمِج ما شئت، فإن لم تنجح الفكرة، فلا بأس!

نحن نضع برنامجنا، ولكن ليس الأمر لنا، بل لله.

وفي الواقع نحن قد برمجنا لهذا العبد، ولهذا العبد مولى ومولاه هو الله.

لقد أمرنا الله أن نبرمج لهذا العبد، فبرمجنا له.

ولكن قد انحلّ هذا البرنامج.

وإن... فما عسى أن نفعل؟!

إن لهذا العبد مولى، فما علاقتنا بالموضوع؟!

وهذا معنى البرمجة للمستقبل بدون أن يتعلّق به قلبك.

يعني أنك تبرمج لمستقبلك ولكن لم يتعلّق قلبك به.

طول الأمل شيء سيئ! وهو منكر يراه الجميع معروفا.

يقول أمير المؤمنين: « الْأَمَلُ‏ حِجَابُ‏ الْأَجَل» [غرر الحكم/997]

فتقف الآمال مانعا أمام الإنسان من أن يرى آخر المطاف

«الْأَمَانِيُ‏ تُعْمِي‏ عُیُونَ‏ الْبَصَائِرِ» [غررالحکم/1375]

تتصلّب آمالنا على بعض القمم، بحيث لم نعد نستطيع أن نرى ما بعد هذه القمم

ولا نستطيع أن نرى هذا الجانب منها

ولا ذلك الجانب منها

اسمحوا لي أن أصوّر لكم هذا المعنى قليلا.

افترضوا شابّا يودّ المشاركة والفوز في سباق الساحة والميدان.

أو مثلا يودّ أنّ يهدّف في مباراة كرة القدم ويصبح هدّاف من الدرجة الأولى، وأن يصفّق له الجميع ويشجعونه.

ولكن لا يسمح له هيجان هذه القمّة أن يرى ما بعد هذه القمّة،

أو يرى ما بعد ما بعد هذه القمّة

أو يرى ما بعد ما بعد ما بعد هذه القمّة.

فإن رأى ما بعدها سيبرمج بشكل أفضل، حتى من أجل أن يصبح هدّافا من الدرجة الأولى.

أقولها لكم: إن قصّرت آمالك بالمستقبل، فلن يخرب مستقبلك شيئا،

ولا يقلّ رشدك شيئا، بل سيزداد رشدك ألف ضعف.

لا تقل من لذّات حياتك شيئا

ولا تقلّ من حلاوات حياتك شيئا،

بل ستقلّ معاناتك كثيرا.

لم يحدث سوى أنك قد أقلعت عن المستقبل.

فقل: «لا أهمية له» واتركه!

الآمال حجب الآجال

فتقف الآمال مانعا أمام الإنسان من أن يرى آخر المطاف.

تعليق