الطريق الوحيد معالم الأسرة الصالحة رحلة الأربعين تعرف علینا بقلم استاذ البريد الكتروني فیسبوک تويتر انستقرام تلغرام

جديدنا

۹۵/۰۷/۱۳ چاپ
 

مقطع فلم | أسرار عاشوراء القسم الأول: موقع الفطرة

  • انتاج:  موسسة البیان المعنوي
  • المدة: 08:12 دقیقة

النص:

لقد حان دور ماذا اليوم؟ واليوم أي مفهوم يحظى بدور استراتيجي في إنقاذ أنفسنا وعالمنا ومجتمعنا ومن أجل الوصول إلى الأهداف التي هي معلومة لدينا جميعا. لماذا ينطلق الإمام الحجة(عج) من الحسين(ع)؟ لماذا أصبح الإمام الحسين(ع) موضوعا استراتيجيا لنا اليوم؟ لماذا سيعرّف الإمام الحجة(عج) نفسه بأبي عبد اللّه الحسين(ع)؟ لماذا ينبغي أن يكون شعاره يا لثارات الحسين(ع)؟ هل سيكون اللطّامة هم أنصار الإمام الإمام الحجّة(عج)؟ هل أن القيام الأخير هو قيام مقيمي العزاء؟ إنكم سترون عند قيام الإمام وحين الظهور أن المحور الرئيس هو الأخذ بثأر أبي عبد الله الحسين(ع). لماذا؟ لماذا أخذ يعود الزمن إلى الإمام الحسين(ع)؟ لماذا الحسين(ع)؟ 

 

سجّلوا هذه اللحظات أيها الإخوة في تاريخ حياتكم. إنها لحظات من عرف نفسه فقد عرف ربّه. من عرف نفسه لا يعني أن يعرف نفسه السيّئة، بل نفسه الطاهرة؛ أي فطرته. فإن نظرت إلى نفسك ستجدها مرآة قد انعكس عليها وجه الله من قبل. أنتم تعلمون أن أهمّ ركيزة نملكها للدين هي الفطرة. فلولا وجود الفطرة لم يبق وجه لقول الله تعالى إلى رسوله «إِنَّما أَنْتَ مُذَکِّرٌ». فإن هذا التذكر هو بسبب الفطرة. يعني أنت ذكّر فإنه يملك الخير والحسنات في ضميره.)

فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي‏ فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها(. نحن في فطرتنا نعرف صالحي العالم وكذلك نعرف الحسنات ونعرف الله ونعرف الحياة الآخرة ونعرف دناءة الحياة الدنيا ونعرف أفضلية الخلود ونعرف جميع أسماء الله. وكذلك نعشق جميعها. ولكن مشكلتنا هي أن كلّها خفيّة.

آية الله شاه آبادي(رض) أستاذ السيد الإمام في العرفان. الإمام الذي كان نتاج فكر الشيخ شاه آبادي ورؤيته العرفانية وقد ذكر الكثير في وصف الإمام أن البعد العرفاني كان أقوى فيه من باقي أبعاد شخصيّته، عندما تنظر إلى رؤية الشيخ شاه آبادي العرفانية ترى أن ركيزة نظرته إلى عالم المعرفة هي الفطرة. وللشيخ شاه-آبادي كلمة قالها وهي عجيبة. يقول: إن عملتم بالدين بدافع سدّ احتياجاتكم الفطرية، فهذا أرفع شأنا ومقاما من تديّنكم من أجل الفلاح في الدنيا والآخرة. هذا كلامه العرفاني. فتأملوا وانظروا لماذا قال هذه الكلمة.

هل ينبغي للإنسان أن ينطلق في حركته صوب الكمال من غير الأجزاء اليَقِظَة في فطرته؟ هل للإنسان سبيل نحو السعادة سوى أن يرجع إلى الأقسام اليقظة والنشطة في فطرته وأن يوقظ باقي نواحي قلبه عبر هذا الطريق؟ وهل هناك طريق آخر عقلا؟

إن اكتشفت حبّا فطريّا وهاج فيك شيء من تلك العلائق الفطرية ستتمتّع به ما لا تتمتّع بأي واحدة من الغرائز المادّية والحيوانية. هنا يتيّن أنها فطرية بارك الله فيك. هذه هي الفطرة. فإن كلّف الأمر روحك وجميع لذّاتك لا تتخلّ عن تلك اللذّة الفطريّة. وهل اللذّة الفطرية كاللذّة الحيوانيّة؟ اكتشف واحدة منها، تنجُ من جميع لذائذ الدنيا. إن لم تكن قد وجدت ذاك الحسن الذي يذيب جميع سيئاتك ويسقطها من عينك ويحقّر لك جميع اللذّات فإنك لم تحصل على أي قسم من فطرتك.

عندما تزدهر الاحتياجات الفطريّة فإنها من الشدّة بمكان وعندما يشعر الإنسان بهذه الاحتياجات الفطرية فإنها من الشدّة بمكان بحيث لا يليق بها سوى اسم العشق.

لماذا يعشق الشابّ ويصبح عاطفيّا؟ إذ قد حان وقت ازدهار فطرته. إنه لحائر. ويريد أن يجد حبيبه، يريد أن يجد معشوقه فلا تعطه عنوانا غير صحيح. إنه لأنسان فطريّ. وإنك إن عملت بالدين عمرا فلابدّ يتّضح هل كان تديّنك صحيحا أم لا. أفهل رجعت إلى الفطرة أم لا؟ والرغبات الفطرية شديدة. ليست برغبات عادية. الفطرة هي النار.

أيها الإخوة أتعتقدون أنه كان بإمكاننا أن نتحدّث بقضايا فطرية لمدّة طويلة ونلتذّ بلا أن يعوزنا شيء؟ ألم يكن أفضل؟ نعم الفطرة رائعة جدّا. فيغتبط الإنسان وتهيج مشاعره عندما يتذكر نفسه. وهل قال(ع): من عرف نفسه سوف يعرف ربّه؟! كلا؛ فقد عرف ربّه. يعني من عرف نفسه فلا شك في أنه قد عرف ربّه وأنجز الأمر كلّه.

لابدّ لكلّ فلم أن يعبّرنا من جسر الطبيعة ويوصلنا إلى حقيقة الفطرة. فإنه ممتع. ألم تستمتعوا بهذا الكلام؟! ولا وجود لنور وصوت وصورة وما هي إلا كلمات نتحاور بها.

أرجوكم، أرجوكم أن تفكّروا قليلا في الفطرة، فسوف تعيشون أكثر لحظات عمركم هيجانا.

تعليق